رأت مصادر مطلعة على مواقف رئيس حزب ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ انه "لم يعلن ما أعلنه عن عدم ​لبنان​ية ​مزارع شبعا​ قانونياً، بخلفية الفعل وردة الفعل، فلا التضييق الذي يتعرض له في الجبل، على يد حلفاء "​حزب الله​" و​النظام السوري​ هو السبب، ولا ما اتُهم به في موضوع معمل فتوش، ولا أيّ تفصيل آخر. موقف جنبلاط سببه قراءة بعيدة المدى لواقع المنطقة والتحالفات التي بدأت تتضح، ولا سيما منها تحالفات النظام السوري، التي تتمّ برعاية روسية، وربما اميركية، كما معالم النزاع الدائر بين ​ايران​ و​الولايات المتحدة​ الاميركية وحلفائها، وهو نزاع قد يعرّض لبنان لخطر حرب لا يمكنه تحملها".

وأوضحت ان "العنوان الأبرز في كلام جنبلاط عن عدم لبنانية شبعا، وعن توصيف الرئيس السوري ​بشار الأسد​ بـ"الكاذب الكبير"، يهدف في نظر جنبلاط الى فكّ اشتباك الملف اللبناني عن الملف السوري، سواء في قضية النازحين، أو الحدود المفتوحة بين لبنان و​سوريا​، ومزارع شبعا التي امتنع النظام عن إعطاء لبنان وثائق ملكيتها. إنّ فك الاشتباك هذا يراه جنبلاط اساسياً في ظل التفاهم السوري-ال​اسرائيل​ي الذي يحصل بضمان روسي، تعطي اسرائيل بموجبه غطاء لاستمرار النظام، مقابل قبوله (الواقعي) بضم ​الجولان​، وفي المقابل إطلاق يده في محاولة إعادة إمساك أوراق كان قد خسرها حتى الأمس القريب ومن ضمنها ورقة لبنان، بما يشبه استعادة صفقة كيسنجر التي كافأت النظام السوري بإطلاق يده في لبنان، مقابل توقيع اتفاق فك الاشتباك في الجولان".

وأشارت المصادر الى أنّ جنبلاط وبعد انتفاضته يحرص على تثبيت موقفه من دون الذهاب في مواجهة مفتوحة مع "حزب الله"، ويمكن أن يعلن في الايام المقبلة موقفاً يؤكد فيه ما قاله عن شبعا إنما بصيغة مختلفة، لكنّ قراره هو الاستمرار في محاولة فصل لبنان عن ازمة المنطقة، وعدم تعريضه لتحمّل نتائج أيّ مواجهة محتملة بين ​إيران​ والولايات المتحدة و​إسرائيل​، قد يكون مسرحها لبنان، كما عدم تدفيعه ثمن صفقة النظام مع إسرائيل، من أمنه واستقراره".

وأكدت ان "موقف جنبلاط من مزارع شبعا لا يعني خروجه من التسوية التي أدّت الى انتخاب ​الرئيس ميشال عون​ وتشكيل حكومة ​سعد الحريري​، فهو لن يخرج من ​الحكومة​، وسيبقى في التسوية على رغم من أنّ هذه التسوية باتت منهكة الى درجة يمكن أن تهتزّ تحت وقع الأزمة الاقتصادية.