أشار البطريرك ​الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ إلى أن "دستور الحياة ​المسيحية​ موجه إلى كل انسان عامة والى كل مسيحي خاصة، لكي يتقيد به كروح ينعشه في حياته وأعماله ونشاطاته، وكثقافة ينشرها على المستوى الإجتماعي والوطني، فيعيش فرح ​الإنجيل​ والإنتماء إلى الدين المسيحي".

وفي عظته في قداس في مدرسة ​راهبات القلبين الاقدسين​ في بلدة الحدث، لمناسبة اليوبيل المئوي الاول لتاسيسها، برعاية رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، ممثلا بوزير الدفاع الوطني ​الياس بوصعب​، لفت إلى أننا "نرجو أن يكون هذا الدستور الروحي مدرسة للجماعة السياسية إلى جانب الدستور اللبناني، ففيما الدستور الوطني يشكل الطريق لبناء الدولة وإحياء مؤسساتها العامة، فإن الدستور الروحي يغني الجماعة السياسية والسلطة بالقيم الأخلاقية والإنسانية، ويعطي نكهة لنشاطها".

وسأل: "أليس صاحب السلطة بحاجة إلى التجرد والوداعة ونقاوة القلب، لكي يكون مؤهلا كأرض طيبة لقبول ما يلقى عليه من مسؤولية، فيعطي ثمارا وفيرة؟ وهل من رسالة أسمى من السعي الدؤوب إلى توفير الخير العام، والرحمة تجاه حاجات الشعب إلى تأمين حقوقه الأساسية لعيش كريم، وحاجات المظلومين إلى عدالة تنصفهم؟ وإحلال السلام القائم على الحقيقة والمحبة والعدالة والحرية، وإطفاء كل نزاع، والعمل على حل النزاعات بالمصالحة؟ وكيف تستطيع السلطة العامة القيام بواجباتها الدستورية والقانونية، إذا لم تتصف بتحمل الألم المعنوي بصبر والاضطهاد والتشهير الكاذب والرفض؟ فكما أن الجسد من دون روح ميت، كذلك الحياة السياسية ميتة من دون دستور روحي أعلنه إنجيل التطويبات".