أعرب بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم ​الارثوذكس​ ​يوحنا العاشر يازجي​، خلال لقاء مع ابناء ​الطائفة العلوية​ في قاعة بلدية الحيصا في ​سهل عكار​، عن شكره "للمشايخ والاهالي والفاعليات على حفاوة الاستقبال"، مشيراً إلى أن "فرحي عظيم جدا بلقائي اليوم معكم مع ابناء الطائفة ​الاسلام​ية العلوية وكل المجتمعين هنا في هذه الايام الفصحية وفي شهر رمصان المبارك".

ولفت إلى "أننا كمسيحين ولدنا مذ اتى ​المسيح​ واننا مع الاسلام سطرنا حضارة وثقافة مشتركة. ولنا رسالة عظيمة نحملها الى العالم اجمع، في عكار نؤدي هذه الشهادة في ​لبنان​ والعالم ونرفع الصوت ونقول للجميع: تعالوا وانظروا ما نحن عليه في عيشنا وتضامننا وحياتنا الواحدة، مسلمين ومسيحيين، وشواهد التضامن على ذلك كثيرة وكثيرة جدا. واننا نرفض كليا ان يجعل من الدين سببا للتفرقة. واننا نترحم على الشهداء جميعا واننا يد بيد، مسيحيين ومسلمين، أبناء هذه الديار، وسنبقى فيها متجذرين في ارضنا وثابتين في عقيدتنا وفي نمط حياتنا".

وشدد على أن "الله يعطينا جميعا كي نفتح قلوبنا لرحمة الرب، والله لم يتركنا، ولنشهد لبعضنا البعض باننا اخوة ونقدم شهادة فرح وثبات للعالم اجمع".

وخلال لقاء في بلدة تلعباس الغربي، أكد يازجي أن "من يدخل الى تلعباس ويحظى بمشاهدة هذا الابتهاج الايماني الذي يشعرنا بالسعادة المطلقة"، مشيراً إلى أن "​تل عباس​، وهي كلمة غنية جدا، هي ارض الايمان و​الثبات​ والصمود والعطاء. قدمتم الدم شهداء قرابين من اجل وطنهم وبلدتهم وايمانهم. نحن معكم هذه الايام نشهد لهذه المنطقة لطيبة اهلها وعاطفتهم، مسلمين ومسيحيين".

ولفت إلى "أنني اقول لسيدنا باسيليوس الشامخ شموخ برج صافيتا وقلبه واسع كما سهل عكار، واننا من هذه الكنيسة المباركة نحيي ابناء هذه الابرشية في ​سوريا​ ولبنان".

واعتبر يازجي أن "ذكريات هذه الزيارة حفرت كالنقش في الحجر في ذاكرتي وفي فؤادي. عكار في قلبنا ووجداننا وانتم عائلة واحدة متمسكون بايمانكم وارثوذكسيتكم وبعيشكم مع اخوتكم المسلمين، فهذا العيش ابدي نحافظ عليه ونورثه لأبنائنا. فخورون باننا معكم في تلعباس".

واشاد بكاهن الرعية خليل جريج، مثنيا على عطائه، متمنيا له "الصحة والمثابرة في مدرسة العطاء"، وشكر "كل الاباء ومجلس الرعية واهالي البلدة".