أشارت النائب ​بولا يعقوبيان​ إلى أننا "نتغنى بالنظام التعليمي ونتحدث عن انجازاته في ​المدارس​ وعبر أشخاص ومبادرات فردية حافظت على مستوى تعليم جيد في لبنان، ولكن هذا لا يكفي ويتطلب مواكبته، وعندما نرى مدارسنا ومناهجنا التي يفترض أن تكون موحدة، فإننا نتأكد أن المدارس لا تبني مواطنا، مع أنها تعطي مستوى تعليميا راقيا، وتربية مدنية صالحة".

وخلال ندوة بعنوان "نصيب التربية من داء الفساد"، في قاعة مدرسة ثانوية جبيل الخيرية، رأى أن "المخيف أن هناك مدارس تكفر الآخر مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، ونحن لا نتكلم هنا عن دين معين أو مجموعة معينة، وإنما ما نتحدث عنه هو مدارس من كل الأديان ومن كل المناطق ومنتشرة بشكل واسع، والبعض منها يعتبر أنه يقوم بأمر جيد، والتكفير أحيانا لا يكون بالمباشر ولكن من خلال أدائنا غير المباشر، وذلك عندما توحي مدارس لتلامذتها بتفوق ما، نابع من صدفة بيولوجية خلقتهم في مكان ما، أو عندما نخاطب تلميذا بأنه أفضل من غيره ليس بالعلم والكفاءة".

وشددت على أن "ليس هناك من دين سماوي ينشر ذلك أو يبشر به، وحتى شعب الله المختار له تفسيرات عدة بأن الناس سواسية، مع احترامي للديانة اليهودية، ومن هنا يجب التذكير بذلك من خلال مدارسنا، فهل نحن ننشر التفوق من دون أي رصيد أو تعب؟ وهل هذا ما يبني وطنا وشعبا واحدا ويؤدي الى تغيير في سلوكنا؟ أم العكس؟".

وأعطت مثالا "إعتماد هتلر نظرية التفوق مستندا الى وزير اعلامه غوبلز الذي كان يردد يوميا نفس الخطاب عن التفوق، وأن العرق الآري أفضل من باقي الأعراق من دون الاستناد الى أي معيار علمي في ذلك، ولكن تكرار ذلك ساهم في اقناع بعض الناس، كي يقتلوا بقية أفراد الكرة الأرضية أو يستعبدوهم".

ورأت أن "هذه فكرة خطيرة وخصوصا إذا انتشرت في لبنان، وللأسف بعض السياسيين يمارسونها بكثافة ونراها عند الطبقة السياسية التي تخاطب جمهورها بهذا الأسلوب، والـ128 نائبا يتكلمون نفس الخطاب عن ​مكافحة الفساد​ والفضائح، فهل هؤلاء يضحكون على الناس؟ في الحقيقة أن كل مجموعة سياسية تخاطب جمهورها وشارعها وتقول له أن الآخر هو العاطل ولا يجعلنا نعمل، وهذا الأمر يعاد يوميا على طريقة غوبلز، وتحديدا في فترة الانتخابات، وبعض المدارس والجمعيات والمؤسسات تنقل هذا الخطاب أحيانا ولو عن حسن نية، لذا عندما أنتخبت أدرك أن أهم ما يجب القيام به هو التوعية".