لفت عميد معهد الدكتوراه في "جامعة الحكمة" المونسنيور ​كميل مبارك​ إلى أنّ "البطريرك الماروني الراحل الكاردينال ​مار نصرالله بطرس صفير​ اتّصف خلال مدة حبريّته بالحضور الدائم على جميع المستويات: اجتماعيًّا وكنسيًّا ووطنيًّا، ولم يترك شاردةً أو واردةً إلّا ومحّصها وأبدى رأيه فيها"، منوّهًا إلى أنّ "هذا الحضور جعل منه محطة في تاريخ ​لبنان​ الحديث لا يمكن أن نتجاوزها، وهو لم يكن له أيّ معارض في أيّ قرار اتّخذه على المستوى الكنسي".

وركّز في حديث إذاعي، على أنّ "حضوره الإجتماعي كان ملفتًا، ولم تكن تعنيه إطلاقًا بهرجات العالم، ومهما سمعنا من انتقادات فهي كانت تأتي من حيثيّات لا علاقة لها بالحقيقة. البطريرك صفير كان متواضعًا ومحبًّا للجلوس في الخفاء، لكن الموقع البطريركي لم يسمح له بالبقاء في هذه الحالة الّتي كان يرغب بالبقاء فيها".

وأوضح مبارك أنّ "صفير أوصى بأن يُدفن في ​وادي قنوبين​، المملوءة بعظام القديسين. أراد أن يجاور القديسين حتّى بعد مماته". وشدّد على أنّ "وطنيًّا، هو رجل الساعة والحضور. لم يرض عنه الجميع، لكنّه لم يكن إلّا الرجل المُحترَم من قِبل الجميع. ليس من الضروري أن يرضى الجميع عن موقف واحد. لبنان "يُحكم بالتوافق"، ولكن هذا التوافق سيف ذو حدين: قد ينفع وقد يضر ويشلّ العمل الحكومي".

وركّز على أنّ "في بعض المواقف الّتي لم يكن هناك رضا حولها، لا يجوز أن تقع الملامة على البطريرك صفير فقط، بل أيضًا عل المستشارين الّذين كانوا خلفه، والّذين كانوا يجعلون من قراراتهم قرارات مقنعة للبطريرك؛ وقد كانوا كثرًا وجلّهم من ​الموارنة​". وفسّر أنّ "مثلًا، صفير لم يذهب إلى ​الطائف​، بل ذهب النواب الموارنة الّذين كانوا يضعونه في حيثيات المؤتمر، فقال ما قاله بناءً على كلامهم".

ودعا إلى أن "نأخذ من صفير المواقف الثابتة والرصينة الّتي أخذها، ولنترك المواقف الّتي كانت نتيجة الإستشارات المغلوطة"، مشدّدًا على أنّ "​بكركي​ أو أي بطريركية أُخرى لا تستطيع أن تتخلّى عند دورها في الشأن العام أو العمل السياسي".