اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب ​محمد الحجار​ أن ما يحصل حاليا هو خروج عن قواعد التسوية السياسية التي أمنت الاستقرار وفرص وظروف أفضل لحماية البلد والناس وتسيير أمورهم، مذكرا بأنّ هذه التسوية وضعت حدا لشغور دام عامين ونصف في موقع رئاسة الجمهورية، وأدت لتشكيل حكومة واقرار قانون انتخاب وانجاز الانتخابات النيابيّة التي نتج عنها مجلس نيابي جديد، أضف انه أخيرا تم اقرار الموازنة في مجلس الوزراء.

وأشار الحجار في حديث لـ"النشرة" الى ان ما نسمعه ونراه من ممارسات ومواقف، سواء ما صدر عن وزير الخارجية جبران باسيل بخصوص "السنّية السياسيّة" والذي عاد ونفاه او الهجوم على مواقع معيّنة بالدولة كشعبة المعلومات و​قوى الامن الداخلي​ و​مصرف لبنان​ و​اوجيرو​ والميدل ايست دون سواها، وهي مؤسسات أثبتت نجاحها وان كانت لا شكّ تخطىء كما كل مؤسسة تعمل، كلّها عوامل تطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير هذه التسوية، مشددا على انّ تقديم التضحيات من رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار "المستقبل" لا يعني التنازل عن الكرامات والقناعات. واضاف: "نحن مؤتمنون على الدولة وانتظام عمل المؤسسات ولن نسكت عن أيّ تطاول على دورنا وموقعنا وقياداتنا".

ورأى الحجار أنّ العودة الى أسس التسوية يكون بوقف الممارسات التي سجّلت أخيرا وبترك المؤسسات تعمل وتقوم بدورها، معتبرا أنّ ما حصل بموضوع المحكمة العسكريّة أخيرا "فضيحة كبرى"، "فكيف ينزل وزير الدفاع اليها ليتحدّث مع القضاة، بغضّ النظر عن القضيّة التي ينظرون فيها سواء اكانت قضيّة المقدم سوزان الحاج او غيرها من القضايا". وقال: "اضف ان حضور مفوّض الحكومة لأوّل مرة الجلسة منذ عشرات السنوات يطرح اكثر من علامة استفهام، علما ان اسمه ورد بملفّ فساد ورفض المثول أمام التفتيش القضائي لان فوق رأسه خيمة سياسيّة كما بات واضحا". وتساءل: "أهكذا تتمّ مكافحة الفساد وهل هذا المثال الذي نقدمه للبنانيين"؟ واصفا الأمر بـ"الخطير".

وردّا على سؤال، أكّد الحجار أن الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة سعد الحريري خلال قمة مكّة هو موقف لبنان الرسمي المتّفق عليه مع رئيس الجمهورية، وهذا الامر لا يفترض أن يكون خافيا على أحد، وهو موقف مشرّف يجب أن يكون ويُدعم. وقال: "لبنان ينأى بنفسه عندما يكون هناك مشكلة بين العرب، ولكن حين تكون المشكلة بين العرب وأي طرف خارجي فلا شك اننا سنقف مع بيئتنا وامتنا ونسيجنا وهويتنا القومية العربية التي لا نساوم عليها ولا نقبل أن يساوم عليها احد".

واعتبر الحجار أن ايران تتدخل بشؤون الدول العربيّة، باعتراف منها وهذا ما لا يمكن ان نقبل به. وأردف "يبدو ان السيد (حسن) نصرالله لم يقرأ بيان قمة مكّة الذي لم يصف كما سبقه من بيانات ​حزب الله​ بالارهابي، الا يعتقد ان هناك جهدا رسميا بذل لتحقيق ذلك"؟.

ورأى الحجار انه "على لبنان حماية نفسه، فايران كما بات واضحا تتصرف بما تقتضيه مصالحها من خلال استخدام بعض العرب المسلمين ومعاملتهم كجاليات تابعة لها"، لافتا الى انّ "حديث السيد نصرالله عن انشاء معامل صواريخ في لبنان رسالة ايرانيّة". وختم بالقول "اما الخطر الأكبر فهو تأكيد نصرالله أكثر من مرة ان حزب الله لن يقف على الحياد في أيّة مواجهة بين ايران والولايات المتّحدة، فهل في ذلك مصلحة للبنان"؟.