أعرب ​السفير البريطاني​ لدى ​السودان​ عرفان صديق عن قلقه من "أن يكون فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، مرتبطًا بزيارتي رئيس ​المجلس العسكري​ الانتقالي ​عبد الفتاح البرهان​ إلى السعودية والإمارات"، موضحًا أنه "يوجد الكثير من التكهنات بشأن أن هذه الحملة على موقع الاحتجاج، وهذا الإعلان الأحادي الجانب الصادر عن المجلس العسكري، جاء بعد الجولة الإقليمية التي قام بها رئيس المجلس العسكري ونائبه خاصة إلى ​دول الخليج​".

ولفت صديق إلى أن "هناك قلق من أنه قد يكون هناك نوع من الضوء الأخضر الضمني الممنوح لهذه الإجراءات التي رأيناها، ولكن في مناقشاتي الخاصة مع ممثلي تلك البلدان، كان من الواضح أنهم يريدون دعم الانتقال إلى الحكم المدني ولا يدعمون العمل الانفرادي".

يذكر أنها تصاعدت حدة الأزمة بشكل غير مسبوق بين المجلس العسكري الانتقالي و"​قوى الحرية والتغيير​" في السودان، على وقع اتهام المعارضة للجيش بفض اعتصامهم أمس أمام مقر القيادة العامة، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى.

​وعاشت الخرطوم يومًا داميًا، الاثنين الماضي، إثر قيام قوات الأمن السودانية بفض اعتصام المحتجين الموجودين أمام مقر ​قيادة الجيش​ في وسط العاصمة، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، بحسب قادة حركة الاحتجاج.

وقد أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، في بيان بثه التلفزيون أمس، وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وإلغاء كل الاتفاقات السابقة معها، فيما دعت قوى الحرية والتغيير لعصيان مدني شامل لإسقاط المجلس العسكري الانتقالي وتسليم الحكم لسلطة مدنية.

وبعد يوم من إعلانه وقف كل أشكال التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، تراجع المجلس العسكري الانتقالي في السودان ليعلن استعداده "لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن".

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية أعلنت في وقت سابق اليوم الأربعاء أن حصيلة أحداث فض الاعتصام ارتفعت إلى 60 قتيلا".