أشار شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز ​الشيخ نعيم حسن​، خلال رعايته احتفال اطلاق وتدشين البناء المستحدث من مشروع بناء "مزار الست سارة" في بلدة ظهر الأحمر، إلى أن "التَّوحيدُ مسيرة مستمرة ونعمةٌ كبرى، حُجَّتُه واضحة، وسبيلُهُ مُستقيم، والاستئناس الثابتُ فيه يوهبُ المرءَ المناعةَ والحصانةَ والاغتباطَ الـرُّوحيّ العميق بكلِّ أمرٍ شريف"، موضحًا أن "الـتَّوحيدُ يعلِّمنا الفضيلةَ، ويُثمرُ في قلوبنا معاني المروءةِ والأخلاق الحميدةِ من حيث هي أشرف الثمرات التي يمكنُ للإنسانِ أن يحقِّقَها في هذا العالمِ الملتبِس الـمُمَوَّهِ الغرَّار".

ولفت الشيخ حسن إلى أنه "واجبٌ علينا اليوم أن نتأمَّل أعمالَنا، وحركات جوارحنا، ودقائق خواطرِنا بمرآةِ الحقائق المودوعةِ لدينا أمانة مُلزَمين بالوفاءِ بها والإخلاص لها بكلِّ صِدق. وهذه هي الشَّجاعةُ الـتَّوحيديَّة المطلوبةُ من كلِّ موحِّدٍ تقيِّ. والـتقوى تجمع كلّ خيْر. ومهما عصُفت رياحُ الحياةِ الدّنيا بغُبارِ إهمال القيَم، وانحلال الأخلاق، وشراهةِ النزوع إلى جمع المال وطلبِ الجاه، فإنَّ الموحِّدَ الدَّيانَ يستشعرُ التقوى في قلبِه متشبّـثاً بها كالظمآنِ بعذبِ المياه".

وتساءل: "ألم يحذِّرنا الـتَّوحيدُ من الغفلةِ والكبوةِ ومعاصي الجوارح ولجلجة اللسان وخيانةِ الأعيُن ونقض العهود وإهمال الأمر الَّذي هو الأمر ولا أمرَ غيره؟ ألم يوصنا بالصدق والحفظ واجتناب كلّ ما يخالف المعروف ويُطابق المُنكر؟"

واعتبر "أننا نأتي إلى ​راشيا​ اليوم فيما البلاد تعيش واقعاً مؤسفاً من محاولات تعطيل التوازن الطبيعي الذي نشأ عليه كيان ​لبنان​. لقد دفعنا جميعاً أغلى التضحيات لكي نصل إلى دستور الطائف، فحذارِ ثم حذارِ من مغبة ضرب ما أرساه هذا الاتفاق من توازن عادل للصلاحيات وتوزيعها، وليدرك الجميع أن البلاد تحكم بعدالة وشراكة متوازنة وطنية فعلية تعطي كل مكوّنات الطيف اللبناني حقوقها بمعايير واحدة تنطبق على الجميع بعيداً عن الازدواجية"، مضيفًا أن "وحدة ​طائفة الموحدين الدروز​ وتماسكها وسلامة أبنائها أمانة في أعناقنا جميعاً دون استثناء. ومهما تباينت الآراء وتعددت وجهات النظر، فلن نسمح أن يكون مدخلاً لضرب حياتنا المشتركة كأبناء عشيرة واحدة لم تقوى عليها كل العواصف، وستبقى طائفة الموحدين الدروز مثال العائلة الواحدة والشريك الوطني".