لفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ل​طائفة الروم الملكيين الكاثوليك​ ​يوسف العبسي​ خلال ترؤسه القداس الإلهي الذي أقيم على مذابح "​الرهبانية الباسيلية المخلصية​" في ​دير المخلص​ في جون في ​اقليم الخروب​ إلى "اننا نعلم من ​الإنجيل​ أن الرسل كانوا يسمعون الناس يتكلمون عن معلمهم، إذ كان صيته ذاعا في ​فلسطين​ وخارجها وشخصية مثل يسوع كيف لا يسمع بها؟ وقد يكون صيته بلغ السلطات الرومانية ومن يدري؟ وليس من المستبعد أن الرسل كانوا ينقلون إليه، من حين إلى آخر، ما يسمعون عنه وكان يسوع نفسه يعلم أن الناس تتكلم عنه في ما بينهم وفي بعض الأحيان أمام الرسل، فكان السؤال طبيعيا وكان الجواب أيضا طبيعيا: ماذا كان يسمع الرسل عن ابن البشر، عن يسوع؟ يعني أن يسوع في نظر الناس ما كان أكثر من نبي".

وأشار إلى "اننا نستنتج من جواب الرسل أن ثمة معرفة نعرف بها ​السيد المسيح​، نستطيع أن نسميها معرفة عن طريق الغير: خبراته، أحاديثه، سلوكياته. وقد تكون هذه المعرفة صحيحة أو تنطوي على قدر من ​الصحة​، كقول الناس إن يسوع هو نبي. وقد تكون هذه المعرفة خاطئة، كقول الناس إن يسوع هو بعل زبول ورئيس الشياطين وسكير وأكول. هذه المعرفة كانت وما زالت شائعة بين الناس وحتى بيننا نحن الإكليريكيين. نعرف يسوع عن طريق دراسة اللاهوت و​الكتاب المقدس​ والتاريخ و​الآثار​ والليترجيا وما شابه. لا شك أن هذه المعرفة ضرورية للكاهن، لكن، مهما يكن من أمر هذه المعرفة التي عن طريق الغير، فإنها تظل خارجية، عن بعد، بالوساطة، تلجأ إلى وسيلة، وتترك دوما بين السيد المسيح وبيني مسافة ومساحة. وقد يكتفي الكثيرون بهذا النوع من المعرفة ويبنون عليها إيمانهم وسيرتهم من دون ضير. وقد يكتفي بها كهنة أيضا".

وقال: "أجل، أيها الأبناء الأحباء سليمان وسيرافيم وجورج وماركوس، يسوع يدعوكم ابتداء من اليوم إلى أن تعرفوه معرفة شخصية، أن تختاروه شخصيا، اختيارا علنا ونهائيا كما اختاركم هو اليوم أمام جميع الحاضرين والشهادة التي يطلبها منا ككهنة ورهبان مكرسين هي أن تكون شهادة لشخص اخترناه واقتنعنا به، وإلا تكون شهادتنا دعاية ليس إلا، ترويجا لمعلومات وتعاليم تلقناها، مهما كانت هذه المعلومات والتعاليم سامية. فالكاهن ليس موظفا في شركة يصنع دعاية لسلعها أو يروج لمالكها ولو كان هذا المالك ​يسوع المسيح​ نفسه. ليس المطلوب أن نكون مرددين بل شاهدين أي قادرين على إقناع الغير وبخاصة بمثلنا. فمن يا ترى المسيح في نظرنا؟".

واضاف العبسي: "سؤال يطرح أمام كل عمل نعمله، أو كل سلوك نسلكه، أو كل حدث يعرض لنا، أو كل تجربة تنتابنا. سؤال قد نكون أولا نكون طرحناه على أنفسنا، لكنه سؤال لا بد من أن نطرحه اليوم في هذه الرسامة، من هو المسيح في نظرنا؟"، مشيراً إلى أنه "لاشك أن صورا متنوعة عن المسيح ارتسمت أمام أعيننا خلال حياتنا، صورا من صنعنا أو من صنع غيرنا: رب عمل، نبي، مصلح، فيلسوف، قائد، متصوف، سياسي، مشعوذ وقد نكون بنينا حياتنا أو قسما منها على صورة أو أكثر من هذه الصور، لكن للمسيح صورة واحدة حقيقية لم يتمكن الرسل من رؤيتها على رغم من مصاحبتهم الطويلة له، القديس بطرس وحده استطاع أن يراها، وكانت رؤيته صحيحة صائبة".

من جهته، لفت الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت ​انطوان ديب​ إلى أنه "اليوم تفرح الرهبانية بسيامة أربعة من أبنائها لينالوا الكهنوت المقدس من يمينكم المقدسة. كما واننا في هذه المناسبة ندشن هذه الكنيسة في الهواء الطلق، في طبيعة خلقها الله لتمجده وترفع الصلوات له"، مؤكداً أن "الرهبانية المخلصية التي كانت وما زالت وستبقى الخادم الأمين والشاهد لمحبة الله في ​العالم​، على رغم كل التحديات والمصاعب، ومن ثمار هذه الشهادة محبة الله الذي يرسل إلينا تعزيته من خلال الدعوات الرهبانية والكهنوتية، فهذه علامة حسية عن رضى الله عن رهبانيتنا".