بحث ​شيخ العقل​ لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في دار الطائفة في بيروت مع سفير مصر في لبنان علاء موسى، في ​العلاقات التاريخية​ بين ​الطائفة الدرزية​ ودولة مصر بشكل خاص وعلى المستوى الإسلامي بشكل عام، وتبادل الأفكار حول السبل الآيلة لوقف إطلاق النار والدخول بحلول جذرية تتيح المجال للوصول الى حلول سلمية، وموقف دولة مصر بهذا الخصوص، وذلك بحضور مشايخ ومسؤولين في المجلس المذهبي ومشيخة العقل.

واشار موسى بعد اللقاء الى أن "الزيارة اليوم كانت فرصة ضرورية لتبادل الأفكار حول ما يحدث من أمور في الفترة الأخيرة وكيفية احتوائها والعمل بكل جد على منع السلبية في سوريا، وقد أكدت على موقف مصر الواضح، بان السبيل الوحيد لما نراه يحدث في سوريا هو إطلاق عملية سياسية شاملة، تراعي مصالح كل الاطياف، والبحث عن عقد جديد لمصلحة الدولة الوطنية في سوريا".

ولفت الى اننا "توافقنا على ان المرحلة الحالية تحتاج الى وحدة الصف، وليس الى تهييج المشاعر، ولا الدعوات لمزيد من الصراع، لان أية دعوات من هذا القبيل قد تأتي بنتائج عكسية على الجميع. فصوت العقل هو الأفضل وان شاء الله المرحلة القادمة نجد فيها السبيل، للوصول الى حل لصالح الجميع ويضع الأمور في كل شيئ للمصلحة الوطنية العليا وان شاء الله نسمع اخبارا جديدة".

وردا على سؤال حول دور مصر في إطار الدول الراعية للحل؟، اشار الى ان "موقف مصر كدولة يعكس الموقف تجاه سوريا وليس في السويداء فقط، سوريا كدولة، وقد تحدثنا عن أهمية صقل العملية السياسية الشاملة، وهذا لا ينفي وجود جهد مصري منسّق مع الأطراف العربية المؤثّرة. وقد اطلعت ابي المنى على اجتماع عقد قبل أيام فيه تنسيق ما بين القوى العربية وتركيا، وقد اتفق الجميع على ان الحوار هو الأفضل وان الإصلاح مطلوب، والنقاط التي يجب معالجتها امر ضروري وهام للعملية السياسية التي لا بديل عنها، وهذا يقدّم ضمانة لكل مواطن في سوريا، ونحن لا نبحث عن مصالح خاصة او طائفية، وانما مصالح الشعب والدولة السورية، ولا يتم ذلك الا بالتوافق ما بين الجميع. هذا هو المجهود الذي تقوم به مصر في الوقت الحالي، وان شاء الله يكون هناك سبيل للتطبيق ونرى الأوضاع في سوريا بشكل أفضل، ومن المؤكد انه سوف ينعكس ذلك على لبنان وسوريا في آن".

في سياق اخر، التقى ابي المنى السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني في زيارة تعزية وتضامن مع الطائفة الدرزية حيال الاحداث الحاصلة في محافظة السويداء، وتناول اللقاء الموقف الإيراني بهذا الخصوص، وفي موضوع الحرب مع الكيان الإسرائيلي.

كذلك استقبل شيخ العقل النائب أشرف ريفي في زيارة تضامن، وتناول اللقاء التطورات الحاصلة وأهمية العمل المشترك على احتواء الموقف وضبط ردود الفعل. ولمنع امتداد الفتنة بل لوقفها ووأدها وإنهاء تداعياتها,

واشار ريفي بعد اللقاء، الى أن "كما في كل مرة ألتقي فيها أبي المنى، أزداد قناعة بعمق الروابط التي تجمعنا كلبنانيين وكمسلمين مؤمنين بثوابت العيش الواحد، وحريصين على حماية بلدنا من كل العواصف، لصون استقراره ووحدته الوطنية. إن هذه الدار كانت وستبقى صرحاً وطنياً جامعاً وداراً لكل اللبنانيين، الذين يتمسكون بالوحدة الوطنية وبالعيش الواحد، الذي يشكّل صمام أمان للبنان المتعدّد، والذي يشكّل التعدد فيه قيمة إنسانية كبرى".

واوضح اننا "نأتي الى هذه الدار وفي هذه المرحلة العصيبة، لنشدّ على يد سيّدها ونكون الى جانبه، في عمله الحثيث لمواجهة التحديات التي تعصف بمجتمعنا ومحيطنا، ولمنع امتداد الفتنة بل لوقفها ووأدها وإنهاء تداعياتها، وكلنا ثقة بأن سماحته إلى جانب الزعيم الكبير وليد جنبلاط، وبدعم ومؤازرة كافة المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية، قادرون على انهاء حالة الإرباك وإعادة أجواء الوحدة والموّدة والسلام والتآخي، والالتفاف حول مشروع الدولة التي وحدها تشكّل الضمانة للاستقرار، وحماية المواطن أياً يكن دينه او مذهبه، فالدين لله والوطن لجميع أبنائه".

واضاف "لا يخفى على أحد أننا نمر اليوم بمخاضٍ صعب وعسير، ونتعرض للكثير من محاولات شق الصف وضرب التماسك الوطني والعربي والاسلامي، ونعاني من ممارسات وتصرفات ومواقف غير مسؤولة، بل مرفوضة ومدانة من أية جهة كانت، وبكل المعايير الأخلاقية والإنسانية، فلا شيء يبرر التجاوزات التي تؤدي الى تعميق الشرخ والانقسام. لبنان وطن تعدّدي متنوع الأعراق والأديان والمذاهب، نحترم بعضنا البعض كما نحترم معتقدات وثقافة ورموز الآخرين، ونرفض الاساءة أو التعدي والاستقواء.

كما تلقى شيخ العقل اتصالي تعزية وتضامن مع الطائفة وتنوّيه بمواقفه، من بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف الأول العبسي، وبطريرك الأرمن الكاثوليك بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان.