ركّزت "​حركة مواطنون ومواطنات في دولة​"، على أنّ "ميليشيات الحرب الأهلية تذكّرنا، بحال نسينا، بإجرامها. ووظيفة هذا التذكير مزدوجة: لشركائهم في منطق الطوائف والحصص بحدود الحركة وبالتالي الحصص، والأهم للشعب اللبناني كافةً بأنّنا لم ننسَ شيئًا ولم نتعلّم شيئًا، وأنّ دمكم لم يرتفع سعره منذ الحرب الأهلية. كان يساوي ثمن الرصاصة، اليوم الرصاصة، وبالتالي روحكم، باتت أرخص، بخاصّة في ظلّ صفقات القرون والمليارات على طاولة الرهانات الدولية والأزمة المالية المتشكّلة بسرعة".

وأوضحت في بيان، تعليقًا على حوادث ​قضاء عاليه​، أنّ "التحدي الكبير أمامنا، نحن اللبنانيين واللبنانيات، المواطنين والمواطنات مع وقف التنفيذ في هذه الجغرافيا المأزومة، هو في المجتمع وما يتوهّمه كلّ منا عن حمايات مفترضة تؤمّنها "الجماعات" وبأثمان دمويّة".

وأكّدت الحركة أنّ "الزعامات الطائفيّة كلّها مأزومة، لأنّ موارد سلطتها تنفذ: أزمات بعضها حادّة، لأنّها تشعر أنّها تُخرج من النادي، وعبرت اليوم بالدم عن أزمتها كرئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​، وأزمات غيرها أعمق لأنّها تطمح إلى تبوؤ الصدارة في النادي، وعبرت عن نفسها اليوم بالاستعجال والاستقواء كرئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​".

بيّنت أنّ "أزمات أخرى أعمق وأعمق، وتعبّر عن نفسها بالصمت العاجز، لأنّها تحاول استبقاء ما أمكن من مقدرات كرئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​، أو بالصمت المرتقب لأنّها لا تأمن للمسار الطاغي كرئيس "حزب القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، أو بالصمت الحائر لأنّها محكومة بالقلق، كرئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، أو بالصمت المنتظر لأنّ همومها في مكان آخر، كالأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصرالله​".

وذكرت أنّ "هذا المشهد ولكي يكتمل، يجب أن نتلمس مواقف دول فعليّة في الخارج، ومدى تأثيرها في وكلائها الداخليّين، وهي ​الولايات المتحدة الأميركية​، ​روسيا​، ​إيران​، ​تركيا​، العدو الاسرائيلي وغيرها... وجميعها تنظر إلى بلدنا كساحة". وأعلنت "أنّنا في "حركة مواطنون ومواطنات في دولة"، عشنا كأفراد، مراحل انتقاليّة سابقة خلال الحرب الأهلية، وقبلها وبعدها وهي طبعت حيواتنا، وحيوات اللبنانيين واللبنانيات، وكنتيجة لهذه التجربة أسّسنا حركتنا. نحن نعرف مجتمعنا جيّدًا، بآلامه وطموحاته، ونحن نرسم له مسارًا مختلفًا عن مسارات طوائفه المأزوم".

وشدّدت الحركة على أنّ "لمن له أذنان سامعتان فليسمع، قد لا نكون وازنين في ميزان القوى المالي والسلاحي اليوم، ولكن قوّتنا تنبع من موقعنا القادر على أن نستبق التطورات ونكون الحصن المنيع للجميع، من خلال الدولة المدنيّة الديمقراطيّة القادرة والعادلة. نحن سور الحماية للمجتمع، "بأقليّاته وأغلبيّاته"، وعندما نكون مجتمعًا واحدًا نصبح أغلبيةً واحدة".

كما رأت أنّ "ما حصل في الأمس خطير، ليس بمن بدأ فقط بل بما يُنذر. الدم سال، وهو دمنا جميعًا، المجرم هو من أطلق الرصاص ومن استقوى ومن صمت، على تعدّد دوافعهم. ما يحصل غدًا مسؤوليّتنا جميعًا، نتوغّل في الإفلاس أو الدم أو الاثنين معًا، أم ننقذ مجتمعنا ممّا خبرناه؟ السؤال مطروح علينا، لبنانيين ولبنانيات، جميعًا".