لفت راعي أبرشيّة ​بيروت​ المطران بولس مطر خلال العظة التي ألقاها بعد ترؤسه قدّاسا إلهيا بمناسبة عيد مؤسس حبريّة عمل الله ال OPUS DEI في ​لبنان​ القديس خوسيه-ماريا إسكريفا إلى انه "فرح كبير وتقليد منذ سنوات، أن نلتقي معًا في الكنيسة ونصلّي في مناسبة عيد القديس خوسيه ماريا إسكريفا مؤسّس روحانيّة عمل الله في ​العالم​ وكم كنّا سعدا مع الذين كانوا في روما يوم تطويب هذا القديس الكبير، ملأت الأفراح شوارع روما وساحات مار بطرس. وهكذا فرحنا مجدّدًا في ​مدريد​، يوم تطويب الطوباوي دون ألفارو، الرجل المميز بروحانيته أمام الله. ونحن سعداء، يا إخوتي، أن تكون هذه الجمعيّة قد أتت إلى لبنان واستقرت في أبرشيّة بيروت العزيزة وفي مناطق أخرى من لبنان ، وهذا كان حلمًا للمؤسّس، الذي كان يقول: أريد أن أذهب إلى لبنان. ​إسبانيا​ بلاد المسيحيّة بإمتياز ولبنان بلاد المسيحيّة بامتياز ونحن على شاطئين لبحر واحد. هذا شرف لنا، أن تكون هذه الجمعيّة قد أتت إلى لبنان وأن تساهم في نشر، ​الحياة​ المسيحيّة والروحانيّة، روحانيّة القداسة عبر الأعمال اليوميّة، كما قال وأراد المرشد المؤسّس".

واشار إلى أنه "عندما نصلّي في الكنيسة نذكر الأنبياء في العهد القديم، الذين كانوا يحملون للناس كلام الله. ثمّ نذكر الرسل الذين عليهم تأسّست كنيسة المسيح. بطرس الصخرة والإثنا عشرة الذين زرعوا الكنيسة في العالم كلّه، ثمّ نذكر الشهداء الذين سفكوا دماءهم من أجل ​يسوع المسيح​. ونذكر المعترفين الذين في حياتهم يشهدون للربّ ويحملون ال​إنجيل​ ويحيّون حياة القداسة في حياتهم وفي كلّ عملٍ يقومون به، لمجد الله وإكرامه ولبنيان الكنيسة وملكوت الله"، لافتاً إلى أنه "من هذا المنطلق، منطلق المعترفين ذهب القديس إسكريفا في روحانيته. وانتم تعرفون أن تاريخ القداسة في المسيحيّة منذ ألفي سنة مرّ عير ثلاثة عصور. القديسون كانوا في مئات السنوات الأولى، كانوا الشهداء الذين كانوا يسفكون دمهم ليسوع المسيح، هؤلاء كانوا حياة الكنيسة، وقد اعتدنا منذ ذلك الزمان، أن نبني المذابح على عظام الشهداء، هم البذار الحيّة لإنطلاقة كنيسة المسيح. ونحن إلى اليوم، نرفع الشهداء من أجل الربّ الذي يُكّلل شهادتهم ويعطينا مزيدًا من الإيمان والرجاء والمحبّة في حياتنا. بعد الشهداء، القداسة كانت بالنسبة إلى الكثيرين، في القرون الوسطى كلّها، قداسة الحياة الرهبانيّة، هي القداسة الفُضلى، أما في العصور ​الجديدة​، أكدّت القداسة عبر الحياة اليوميّة وواجباتها وكلّ عمل نقوم به، يمكن أن يُصبح عمل ​تقديس​ لذاتنا وللآخرين، كما القديس خوسيه ماريا اسكريفا. هذا هو الإنفتاح على القداسة. ومار بولس الرسول عندما كان يكتب للمسيحيين، لم يكن يقول: إلى المسيحيين الذين في روما وكورنتوس، بل كان يقول إلى القديسين الذين في روما وكورنتوس. كلّ مسيحي هو مشروع قداسة، يا إخوتي، كلّ مؤمن مشروع قداسة. وحياتنا التي تكون في خدمة الآخرين وخدمة بعضنا بعض وخدمة البيوت والأولاد والتلاميذ وخدمة ال​سياسة​ وكلّ أنواع الخدم، هي وسيلة تقديس للنفوس، عندما نقوم بذلك لمجد الله ومحبّة الآخرين وخصوصًا محبّةً ليسوع المسيح، هذا الإنفتاح على القداسة، كان فرصة للكنيسة كلّها، في أن يعتبر كلّ المسيحيين، أنهم مدعوون إلى هذه الحياة، إلى الحياة الملتصقة بيسوع المسيح، الملتصقة بإنجيل الربّ، الذي هو دستور حياة كلّ واحد منّا".

وأكد أن "لبنان بحاجة إلى قداسة، إلى خدمة نظيفة، إلى حياة مجّانيّة وإلى أُخوّة صادقة من الجميع إلى الجميع، ​البابا​ القديس يوحنّا بولس الثاني، قال لنا في قدّاس بيروت: أيها ​اللبنانيون​ غير مقبول أن تعيشوا كلّكم تحت سقف واحد وأن يُحاذر أحدكم الآخر وقال لنا: إقبلوا بعضكم بعضًا.هناك أثناس طيّبون، قال البابا، من كلّ ​الطوائف​. عيشوا الأخوّة، مدّوا الجسور بعضكم إلى بعض. كيف نستطيع ذلك، يا إخوتي؟ بقوّة الروح القدّس الذي يحلّ فينا. و​الإنجيل​ يقول: مَن يحبّني، يقول الربّ، أنا أحبّه وأبي يحبّه وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا. قلبنا بيت لله ونحن في قلب الله".