لفت رئيس "حزب القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​، تعليقًا على الأحداث الأليمة الّتي وقعت في الجبل خلال اليومين الماضيين، إلى "أنّنا نأسف كثيرًا لما حصل ونتقدّم بالتعازي من أهالي الضحايا، كما نتمنّى على جميع الأفرقاء المعنيّين التحلّي بالصبر والحكمة لتجنّب تداعيات هذه الأحداث وانعكاساتها في وقت لاحق".

وشدّد عقب زيارته وعقيلته النائبة ​ستريدا جعجع​، يرافقهما عدد من النواب ووفد كبير من منسقيّة ​بيروت​ في "القوات اللبنانية"، دار ​طائفة الموحدين الدروز​ في فردان، لتقديم واجب العزاء برئيس "مؤسسة العرفان التوحيدية" الشيخ ​علي زين الدين​، على أنّ "​مصالحة الجبل​ باقية فهي ثابتة تاريخيّة وليست مجرّد حدث سياسي، ولا يحقّ لأحد التفريط بها، فالناس يأتون ويرحلون إلّا أنّ المصالحة فباقية". ودعا جميع أهالي الجبل مسيحيين ودروز إلى "التمسّك بالمصالحة بغضّ النظر عن الأحداث السياسيّة الّتي تجري اليوم، فبال​سياسة​ يختلفون اليوم ويعودون للإتفاق لاحقًا، إلّا أنّ هذا الأمر يجب ألّا ينعكس على الأجواء العامّة في قرانا وبلداتنا ومدننا في الجبل".

وركّز جعجع على أنّ "في هذه المناسبة، لا يمكنني سوى أن أتذكّر البطريرك الراحل الكاردينال ​مار نصرالله بطرس صفير​ والشيخ الراحل علي زين الدين ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" ​وليد جنبلاط​"، موضحًا أنّ "مجرّد وجودنا اليوم كوفد كبير من "القوات اللبنانية" هنا في دار طائفة الموحدين الدروز، فهذا الأمر بحدّ ذاته له رمزيّة كبيرة جدًّا. صحيح أنّ وجودنا بطبيعة الحال له سبب شخصي أيضًا وهو علاقتنا بالشيخ علي، إلّا أنّه في الوقت عينه مرتبط بنظرتنا للجبل ككلّ، فنحن متمسّكون بالمصالحة إلى أبعد حد".

وبيّن أنّه "لم يكن من المفترض أن يحصل ما حصل، وأنا لا أطرح هذا الموضوع من منطلق الأفرقاء المتصارعين، وإنّما لناحية أنّ الدولة بكلّ أجهزتها الأمنيّة كانت على علم قبل يومين وثلاثة أيام بأنّ الأرض في الجبل كانت في حالة غليان"، وتوّجه إلى وزارتي الدفاع والداخليّة بالسؤال: "هل تمّ اتخاذ كلّ التدابير اللازمة من أجل تجنّب حصول ما حصل؟".

وذكر أنّ "البعض يدلون بتصاريح ناريّة وأريد أن أذكرهم بآية من ​الإنجيل​ تقول "طوبى للساعين للسلام فإنّهم أبناء الله يدعون"، باعتبار أنّنا لا يمكننا في ظرف كالّذي نمرّ به اليوم أن نطلق التصاريح يمينًا ويسارًا من دون أن ندرك ما نحن قائلون أو أن نطلق التصاريح المثيرة للغرائز. لذا أطلب من الجميع ألّا تستثير حساسيّاتهم إذا ما سمعوا كلامًا ليس في مكانه لأنّ الكلام زائل أمّا أنتم ونحن فباقون ولبنان باقٍ".

وعمّا إذا كان يؤيّد إلغاء زيارة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ إلى الجبل، أعلن جعجع أنّه "أيًّا كانت التدابير الّتي كانت من المفترض القيام بها من أجل تجنّب ما حصل هي أفضل بكثير ممّا حصل، فإلغاء الزيارة أو تأجيلها كان ليكون كبرًا من جانب باسيل، وإلّا كان من المفترض اتخاذ كلّ التدابير الأمنيّة اللازمة لتجنّب ما حصل، ف​السلاح​ كان ظاهرًا للعيان في كلّ مكان وكيف ما دارت الأمور لكانت لتنتهي على ما انتهت عليه".

كما أفاد بأنّ "ما حصل قد حصل الآن إلّا أنّه يجب علينا اتّخاذ العبر منه للمستقبل، باعتبار أنّ الجبل باقٍ ومن أجل الحفاظ على كلّ شيء فيه يجب على المؤسّسات الأمنيّة المعنيّة اتّخاذ كلّ الإحتياطات اللازمة من أجل الحؤول من دون حصول أحداث مماثلة"، منوّهًا إلى "أنّني لا أتصوّر أنّ أيّ فريق كان ليرفض إجراءات مماثلة لأن الأهم في هذه المسألة هو الحفاظ على السلم الأهلي والإستقرار والسلام".

وحول إذا كان قد اتّصل بجنبلاط، أكّد أنّ "الإتصالات مستمرّة من دون انقطاع وبأشكال مختلفة، باعتبار أنّ بيننا اتصالات على مستويات عدّة وشاءت الظروف أنّه كان قد أرسل عقيلته ​نورا جنبلاط​ لتمثيله في "​مهرجانات الأرز​ الدولية"، وللأسف لم نستطع الإستمتاع بهذه المهرجانات انطلاقًا من الحادث الّذي حصل في اليوم التالي".

وشدّد على أنّ "هناك بعض الواجبات الإجتماعيّة الّتي يقوم بها الشخص ويشعر أنّه يقوم بها ليس من منطلق الواجب الإجتماعي وإنّما تدفعه الصداقة الصادقة والعلاقة القويّة للقيام بها. كنت أتمنّى أن تكون زيارتي إلى دار الموحدين الدروز بمناسبة أُخرى، إلّا أنّ الله والظروف شاءت أن آتي إلى هنا بهذه الظروف لتقديم واجب العزاء بالشيخ علي الّذي كنت محظوظًا بالتعرّف عليه عن كسب، فهو رمز بالصلابة والرجولة".