من خارج التوقّعات السياسية جاء تصريح رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد حنبلاط بعد إجتماع ​المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز​. لأن الزعيم الدرزي الذي كان من المتوقع أن يتكلم بلغة هادئة إستيعاباً للتوتّر الناتج عن أحداث الجبل، والذي أدى الى صدور قرار عدم دفن الضحيتين رامي سلمان وسامر أبو فرّاج الى حين تسليم المطلوبين، تحدّث من على منبر دار الطائفة بكلام عالي النبرة أكان مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ أو مع وزير الدفاع ​الياس بوصعب​ وحتى مع ​الجيش اللبناني​.

وفي تفسير لنبرة جنبلاط العالية، تقول مصادر إشتراكيّة ان أحد أسبابها الأساسية، هو قرار "وليد بك" بالدفاع في كل الأوقات والظروف عن وزير التربية ​أكرم شهيب​ الذي يعتبر الرجل رقم ١ بالنسبة الى الحزب في قضاء عاليه، أكان في الإنتخابات النيابيّة نظراً الى الأرقام المرتفعة التي يحققها في صناديق الإقتراع، أم في السياسة كونه يعرف جيداً كيف يدافع عن الحزب، وخصوصاً في الأمن وهي النقطة التي يُستهدف دائماً على أساسها من قبل الخصوم.

بعد أحداث الجبل، تحدث باسيل وبو صعب عن كمين تعرض له رئيس التيار الوطني الحر والوزير ​صالح الغريب​، وعندما روى رئيس التيار أنه تلقّى مساء الأحد الفائت إتصالاً من الوزير شهيب يقول له فيه يمكنك زيارة كفرمتى وما من أحد سيتعرّض لك بكلمة، وكانت الأحداث لم تنتهِ بعد، لم يفسر جنبلاط بحسب المقربين هذا الكلام إلا إستهدافاً لذراعه الأمني في عاليه أيّ شهيب، لذلك قال ما قاله عن باسيل وبو صعب متّهماً الأخير بتسييس التحقيقات وإستباقها.

حتى في الأمور الشكليّة، يروي المطّلعون على ملفّ العلاقة المتينة بين جنبلاط وشهيب، أن الزعيم الدرزي وخلال مهاجمته التيار ورئيسه من دار الطائفة بالأمس، وعلى رغم حضور نجله تيمور وأكثرية نواب اللقاء الديمقراطي، قصد أن يكون وزير التربية الأقرب الى المنبر وذلك بهدف القول لباسيل وبو صعب ومن خلفهما الرأي العام، ​أكرم شهيّب​ خط أحمر بالنسبة الى ​وليد جنبلاط​ ومن يهاجمه كأنه يهاجمني شخصياً. دفاع جنبلاط عن شهيّب يشمل كل المستويات والملفّات، وللتذكير، فهو الذي دافع عنه عندما تعرض لهجوم عنيف من قبل أهالي التلامذة الذين منعهم من المشاركة في الإمتحانات الرسميّة للشهادة المتوسطة وذلك بعدما تبين أن مدارسهم لم تلتزم القوانين التربوية والأصول المرعية الإجراء.

في أحداث السابع من أيار ٢٠٠٨، صوّب فريق الثامن من آذار سياسياً وأمنياً على شهيب على إعتبار أنه لعب دور قائد عمليات الحزب الإشتراكي على الأرض.

خلال إشتباك الشويفات ٢٠١٨ الذي ادّى الى مقتل علاء أبي فرج، تمّ التصويب أيضاً على شهيب. وفي أحداث الجبل الأخيرة، إتهمه ارسلان بـ"نائب الفتنة". على رغم كل ذلك، لم يتغيّر قيد أنملة موقف جنبلاط المدافع عن نائبه "الرقم ١" عن قضاء عاليه. كيف لا وشهيّب هو الأبرع في شدّ عصب الحزبيين لا سيما في الظروف الأمنيّة الصعبة يقول الإشتراكيّون. هذا ما يعرفه جنبلاط جيداً وهذا ما يريد المحافظة عليه مهما كان الثمن.