أكّد رئيس ​المجلس العسكري​ الانتقالي في السودان ​عبد الفتاح البرهان​ أن "المجلس كان يرغب في أن تكون الفترة الانتقالية عسكرية خالصة"، موضحًا "أننا كنا نريدها فترة انتقالية قصيرة، يتم فيها الترتيب للسلام والأمن، وإعادة ترتيب البيت السوداني من الداخل، والتحضير لانتخابات يشارك فيها الجميع".

ولفت البرهان إلى "أننا كنا نأمل في إدارة فترة انتقالية عسكرية من دون أي مشاركات أخرى، اقتداء بالتجربة السابقة في عهد الرئيس السوداني، الراحل المشير عبد الرحمن سوار الذهب".

وعن سر الأزمة بين المجلس و​قوى الحرية والتغيير​، قال البرهان: "نحن وقوى الحرية والتغيير، كل منا كان يظن أن الآخر يسعى لتقويض الاتفاقات، وكلما اقتربنا من اتفاق تحدث أشياء خارجة عن الإرادة تنقض الاتفاق"، مضيفًا "أننا ما زلنا نعتقد أن هنالك جهات لا تريد أن يتم اتفاق، ولا تريد الخير للسودان".

أما عن فض الاعتصام، فرأى البرهان: "أصلا لم يجر التخطيط، لا في أدنى أو أعلى مستوى، بدخول قوات لمنطقة الاعتصام، كان التخطيط كله منصبا على تفريغ منطقة كولمبيا، ​الأجهزة الأمنية​ كلها تعرف ذلك جيداً، وكذلك الجهات العدلية؛ القضاء و​النيابة العامة​"، مشيرًا إلى أن "ربما انحرفت القوات ودخلت منطقة الاعتصام، وربما حدثت بعض الأمور، لكن أصلا لم يتم التخطيط لفض الاعتصام، أو التوجيه من فرد في المجلس العسكري أو القيادة العسكرية لأي قوات بأن تدخل منطقة الاعتصام".

ورأى أن "لجنة المجلس العسكري أنهت تحقيقاتها، والنائب العام طلب ضم هذه اللجنة إلى اللجنة التي كونها، ولكن تقارير لجنة المجلس العسكري جاهزة، وتم رفع التوصيات لشخصي، وتوصلت إلى أن هنالك قوات دخلت ساحة الاعتصام، وهنالك مسؤولون عن الأمر، وتم تحديدهم".

يذكر أن المجلس العسكري وقادة قوى الحرية والتغيير اتفقوا الجمعة الماضية على ترؤس ​مجلس سيادي​ بالتناوب ولمدة 3 سنوات على الأقل، والتحقيق بشكل شفاف في أحداث العنف الأخيرة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة.

جاء الاتفاق بين ​قوى إعلان الحرية والتغيير​ وبين المجلس العسكري الانتقالي، الذي يدير شؤون السودان منذ عزل الرئيس السابق ​عمر البشير​ في 11 نيسان الماضي، ويترأسه حاليا الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد فترة من انسداد أفق التفاوض بين الجانبين ووقوع أحداث عنف، كان أبرزها في أوائل حزيران الماضي، حينما جرى فض اعتصام أقامه المعارضون بمحيط القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم أسفر عن وقوع أكثر من مئة قتيل.

ويدير المجلس العسكري الانتقالي شؤون السودان منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في الحادي عشر من نيسان الماضي، إثر احتجاجات شعبية واسعة، لتستمر الاحتجاجات ضد المجلس للمطالبة بنقل السلطة للمدنيين.

ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود في ظل خلافات عميقة بشأن تشكيل المجلس السيادي المنوط به تسيير المرحلة الانتقالية.

واقتحمت قوات نظامية سودانية، في الثالث من حزيران الماضي، ساحة اعتصام القوى المعارضة أمام القيادة العامة للجيش بوسط العاصمة الخرطوم وفضت اعتصامهم بالقوة، ما أسفر عن وقوع أكثر من 100 قتيل.