تأتي هذه التسمية من فعل ​القيادة​ Hodegetria Ὁδηγήτρια مِن الفعل οδηγώ أقود، أرشد drive, guide، والطريق The way ὁδὸς.

بهذا تصبح تسمية هذه الأيقونة: ​العذراء​ التي ترشدنا إلى الطريق الصحيح.

قال الرّبّ لتلاميذه قب صلبه وقيامته وصعوده بأنه ذاهب ليعد لهم مكانًا، وسيكونون معه. وأتبع: «وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ». (يو٤:١٤). وعندما سأله تُومَا عن الطريق أجابه يسوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ». (يو٦:١٤).

كلمة طريق ترافقنا في الكتاب المقدّس لنسلك الطريق المستقيم الذي يأخذنا إلى الرب، ومِن هنا تمامًا أتت العبارة الشهيرة في ​أوروبا​ "لقد وجد الطريق" وهي تحديدًا «Trouver son chemin de Damas» وجد طريق دمشق. وهي تعني تحديدًاse convertir à une doctrine (après l'avoir combattue) ، أي، يعتنق متقد بعد أن حاربه، وذلك تيمّنًا بما حصل مع بولس الرسول عندما ظهر الرب له على طريق دمشق.

الخطيئة هي أن لا نصيب الهدف، أي نضيّع الطريق، ونسير في طريق معوج. والتوبة هي الرجوع إلى الطريق المستقيم، طريق الرب ​يسوع المسيح​.

وجميل أن نعرف أن سفر أعمال الرسل يذكر حرفيًّا عبارة الطريق المستقيم إذ طلب الرّبّ من حنانيا أن يذهب إلى «الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ، وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلًا طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ. لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي" لكي يعمّده. شاول هنا هو بولس الرسول. (أع١١:٩).

صحيح أن الطريق المستقيم جغرافيًّا هو الشارع الرئيسي ل​مدينة دمشق​ القديمة ويقع في قلب المدينة ويمر أمام بطريركيّة الروم الأرثوذكس، وقد بناه ​الرومان​ في القرن الأول قبل ​الميلاد​، طوله ١٥٧٠م متر وعرضه ٢٦م، يمتد من غرب المدينة القديمة إلى شرقها قاطعًا إياها إلى قسمين. وقد سمى الرومان الشارع باسم Via Recta أي الطريق المستقيم. إلّا إنّه أخذ معناه الروحي اعتماد بولس الرسول هناك، تمامًا مثل ما نقول في عيد دخول الرّبّ إلى أورشليم: "ها نحن صاعدون إلى أورشليم السماوية".

قال الرّبّ على لسان النبيّ أشعياء آية تذكّرنا وتنبهنا بصوت الرب وعمل الروح ​القدس​ في داخلنا كي لا نتوه: "وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ. (أش٢١:٣٠). كذلك يقول المزمور: "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ." (مز٨:٣٢)، وهو مزمور اعتراف بالخطايا وتوبة وطلب رحمة.

جمال هذا النوع مِن أشكال الأيقونات لوالدة الإله يكمن بأنّها تشير إلى الرب يسوع خالقها وخلّصها كأنّها تقول لنا: "لا تضيّعوا الوقت، ​الحياة​ قصيرة جدًا، الرب يسوع المسيح هو طريق خلاصكم الوحيد".

الأب أثناسيوس شهوان رئيس قسم الانتاج في المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للإعلام