أوضحت مصادر "​التيار الوطني الحر​" لصحيفة "الجمهورية" أن "واحدة من لجان الطوارئ التي نصّ عليها إتفاق ​معراب​ السرّي مع "​القوات اللبنانية​"، هي التي يرعاها بَي الرعية أي بَي القيادات المسيحية، والتي تشكّلت أخيراً للنظر في الشؤون المسيحية العليا، لكنها تُكملُ إجازاتها وتنتظر من الراعي إشارةً للتحرّك، و"التيّار الوطني الحر" جاهز وهو الأمر الذي ألمح اليه بعدما خرج رئيس "التيار وزير الخارجية ​جبران باسيل​ عن صمته خلال زيارته الصرح البطريركي في ​الديمان​ بعد حادثة ​قبرشمون​، مؤكداً أنّه على استعداد للإجتماع مع الأقطاب المسيحيّة كافة برعاية البطريرك الماروني الكاريدنال ​مار بشارة بطرس الراعي​ لتوحيد الرأي، ولا سيّما في ما يتعلق بالمادّة 95 وهي الرسالة التي وجّهَها الرئيس الى ​مجلس النواب​".

واكدت المصادر "رفض ما يراه البعض أن أنّ الأمل في الصلحة ضعيف"، مشيرةً إلى "وتقول ليست في وارد إلغاء "القوات اللبنانية"، وليس هذا هدفها"، مذكِّرة باتفاق معراب، موضحةً أن "إدّعاءات البعض تارةً بعودة حرب الإلغاء وطوراً بأنّ زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ ل​بعبدا​ غيرُ مرحَّب بها، هي مجرد اكاذيب وافتراءات، والدليل أنّ الدعوة وجّهت الى جعجع، كما سواه، وهو بدوره لبّى الدعوة".

وكشفت "أنها عرضت على "القوات اللبنانية" المقعد الأرثوذكسي أو الكاثوليكي في ​المجلس الدستوري​، لكنها هي التي اصرّت على الماروني، لأنّ جعجع مصرّ على الأخذ وفق شروطه والقول إنّ القوة المارونية الاولى له، فيما تحالفات باسيل هي التي اوصلته الى ما هو عليه اليوم"، متسائلة "أين تكون حرب الإلغاء عندما نعتبر القوات شريكة الى جانبنا في العهد وفي خطابنا الاول نشكرها؟ أين تكون عندما يشنّ التيار معركة في حكومة العهد الاولى من اجل تحصيل مقاعد إضافية لها كما لإعطائها نيابة ​رئاسة الحكومة​ ووزارات إضافية؟ أين حرب الإلغاء عندما يعرض التيار على القوات أن يتشاركا في ​الانتخابات النيابية​ بتشكيل لوائح مشتركة فترفض القوات، بل اول خيار تتّخذه هو تعيين مرشح لها في ​البترون​، ثم تبني خطابها الانتخابي على مدى 6 اشهر من الانتخابات بأنّ التيار فاسد، ودعت المسيحيين الى التصويت للوائح القوات متناسية أنّها وقّعت اتفاقية في معراب لم تكن قد بلغت بعد الـ 7 اشهر وتضمّنت تعهّد جعجع دعم العهد؟".

واعتبرت أن "جعجع هو مَن ضرب العهد في أوّله عندما احتُجز رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ فاستقال، وسارع جعجع للتعليق كان لازم يعملها من زمان وكان عمرُ العهد لم يتجاوز السنة"، متسائاة "مَن يكون المسؤول هنا عن حربِ إلغاءٍ للعهد؟"، مشيرةً إلى "إننا تجاوزنا كل هذه المسائل وتحدّيناهم الإتيانَ بدليل يثبت تورّطنا في فساد عمولات باخرة الكهرباء التي أصبحت "قميص عثمان" القوات ، لكنهم لم يجلبوا أيَّ إثبات، بل مجرد تنظير وتدمير لصورتنا".

وأضافت "على رغم من كل شيء، قلنا لجعجع فلنجلس سوياً من الندّ الى الند، وصعد باسيل 6 او 7 مرات الى معراب، وحتى اللحظة لم يقصد جعجع باسيل ولم يزره لا في الخارجية ولا في ميرنا الشالوحي، منبّهة المصادر عينها الى عدم التذرّع بالحجج الأمنية، لأنّ جعجع "يدبك في كل لبنان" وفي كل الفصول والأعراس والمواسم، فأين الخطر الأمني"، مشيرةً إلى "إننا زرناه مرات عدة ودعمناه في ازمة ​وزارة العمل​ مع الوزير ​كميل ابو سليمان​، وقلنا له في 7 آب إنّ تصرفاته هي التي جمّدت اتفاق معراب، ونحن مستعدون للعودة اليه، ووضع ايدينا بأيدي بعض لتنفيذ كل مندرجات الاتفاق شرط أن توقف حربك علينا، فلا يمكنك طلب تنفيذ اتفاق وأنت في المقابل تعتبرني فاسداً"، متسائلة "هل أبرم جعجع اتفاقاً مع فاسدين؟".

وحذّرت المصادر، "القوات اللبنانية"، قائلا "ليس بمقدور جعجع البقاء في الحكومة وإطلاق النار عليها، أي تربح شعبية المعارضة ومكاسب السلطة وجنّتها، كما لا يمكنك مشاركة الرئيس عون في التعيينات وتسبّب له أزمات، وبنفس الوقت تريد الشراكة"، مشيرةً إلى أن "جعجع أوضح أمس أنه لم يعد يريد الشراكة"، متسائلة "هل تدخل ​بكركي​ على خط الطوارئ؟".