تشعّب المناخ المتوتر في العلاقات بين ​لبنان​ وتركيا من سياسي الى امني وتجلى ذلك بإصدار ​وزارة الخارجية التركية​ بيان يتضمن دعوة السلطات اللبنانية في الحفاظ على حياة الديبلوماسيين العاملين في ​السفارة التركية​ وعلى المصالح التركية الاخرى في لبنان . اتت هذه الدعوة بعد ان علّق عشر شباب من تيار سياسي معيّن على باب السفارة لافتة كتب عليها " "أنتو كمان انضبوا. "

اشار البيان الى انزعاج الخارجية التركية من هذا التصرّف الذي 'و صف بانه "استفزازي" وابلغ الجانب التركي السفير المعلم قلق بلاده على امن السفارة لا سيما بعد ان اقترب من بابها الشبان من دون ان يعترضهم الامن ووفقا للبيان الرسمي للوزارة انهم ينتمون الى مجموعة"أوميغا تيم " التابعة لحزب ​التيار الوطني الحر​ لقا لما أوردته وكالة الأناضول . الا ان المسؤول التركي طلب رسميا من المعلم ان ينقل الى السلطات الامنية اللبنانية رغبة انقره في تعزيز التدابير الامنية من اجل حماية السفارة ومنزل السفير والمصالح التركية.

فوجىء المسؤولون في ​قصر بسترس​ بهذا البيان فيما هم كانوا ينتظرون إيضاحات حول البيان الشديد اللهجة الذي كان قد صدر عن الخارجية التركية وتضمن هجوما مباشرا على ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ و" ادان بأشد العبارات" ورفضه كلياالتصريحات المبنية على الاحكام المسبقة والتي لا اساس و"اتهامه الإمبراطورية العثمانية بممارسة ​ارهاب​ الدولةفي لبنان . "ووصف البيان ان هذه العبارات "مؤسفة للغاية وغير مسؤولة ."

واللافت ان البيان الرسمي لوزارة الخارجية التركية خرج في بعض عباراته عن اُسلوب التخاطب مع مع رئيس جمهورية لدولة صديقة لا سيما ان وزير خارجيتها مولود تشاوشيسكو اوغلو زار ​بيروت​ قبل اسبوع وان الاف اللبنانيين يزورون المصايف التركية والميزان التجاري بين البلدين هو لصالح انقره، ازاء هذا الواقع للعلاقات لا يمكن لوزارة الخارجية التركية ان تنعت الرئيس عون بأبشع التهم واستعمال عبارات نابية لا سيما عندما ورد في البيان الرسمي "قيام الرئيس عون بتحريف التاريخ من خلال ​الهذيان​ وتجاهله كافة الاحداث التي وقعت في عهد الاستعمار الذي يعتبر مصدرا لكافة المصائب التي نراها اليوم ومحاولته تحميل مسؤولية هذه الامور للإدارة العثمانية ما هو الا تجل مأساوي لحب الخضوع للاستعمار ."

المطلوب من الخارجية التركية إصدار بيان هادىء وان تتفهم ما ذكرته الخارجية اللبنانية في بيانها من ان ما ورد في الكلمة التي القاها الرئيس عون بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان إنما هو "سرد تاريخي" لحقبة تاريخية مرت والعلاقات الحالية هي في احسن حالاتها .

متابعو هذا الملف في قصر بسترس ابلغوا انهم يأملون في ازالة هذه الغيمة والتروي في استعمال العبارات حفاظا على العلاقات الجيدة وابعادها عن اي تدهور ناجم عن عبارة وردت في خطاب عون لمناسبة ذكرى حقيقية وان الجدل العقيم قد يلبّد العلاقات وهذا ليس في مصلحة البلدين.