لعل أكثر كلمة تتكرر هذه الأيام هي كلمة "الإنقاذ"... لكن مهلًا، هي ليست مجرد كلمة، هي مسار وخارطة طريق:

الإنقاذُ يحتاجُ إلى ثقةٍ، والثقةُ تحتاجُ إلى أفعالٍ لا الى أقوال، والأفعالُ تحتاجُ الى ضمير والى أخلاقٍ، إذا تجمعت هذه الميزات في شخص أو مسؤول، يكون الإنقاذ قد وُضِع على السكة الصحيحة، وحين يجتمع هؤلاء الأشخاص على نهج منسجم نكون امام "نادي أصحاب الثقة" وليس سهلًا ان نستحدث هذا النادي في وقتٍ باتت ثقةُ المواطنِ في بعض المسؤولين معدومة.

***

سهلٌ وصعبٌ في آن التأسيس الإفتراضي لـ " نادي أصحاب الثقة": سهلٌ لأنه بالإمكان إيجاد مَن يتمتعون بالثقة، وصعب لأن الحروب عليهم لا تهدأ.

في طليعة هؤلاء وزير ​المال​ ​علي حسن خليل​ الذي في كل إطلالة له يرفع منسوب التفاؤل والثقة لدى ال​لبنان​يين.

في إطلالتِه الأخيرة مع الصديق الصدوق مرسال غانم أعطى وزيرُ المالِ جرعةً كبيرةً من الثقة ومن التفاؤل من خلال العناوين التالية:

لا خوفَ على الليرةِ اللبنانية وسعرُ الصرفِ ثابتٌ على الأقل لسنوات.

هناك فذلكة جديدة للموازنة: نحن في مرحلة استثنائية، سنقوم بالانفاق على قدر امكانياتنا ولن نستدين الا للانفاق الاستثماري لانه يحرك ​الاقتصاد​ ويحقق النمو.

في موازنة ٢٠٢٠ لا توجد أيّ ضريبةٍ على الاطلاق. ولا زيادة لأي رسمٍ على المواطنين. لا ​البنزين​ ولا ​القيمة المضافة​.

***

بعد هذا الكلام، هل هناك مَن يفكِّر بالخشية ؟

***

ومن الشخصيات التي تستحقُّ أن تكونَ في "نادي أصحاب الثقة": العصامي الكبير سمير حنا، باخلاقه، نجاحه وتواضعه بحب وتهذيب مع كافة المودعين، دون تمايز، والموظفين في كافة فروع بنك عوده المنتشرة على مساحة الوطن.

قلت عنه يومًا، وأؤكد على ما قلته: منذ بدء عمله في بنك عوده عام 1963، ثم عودته إليه، بعدما راكَمَ نجاحات في دولة ​الإمارات العربية المتحدة​، وعودتُه عام 1982 إلى البنك وتعيينه مديرًا عامًا، "حياتُه عملُه، ومكتبُه بيتُه"... يعملُ من السابعة صباحًا إلى العاشرةِ ليلًا. ليس لأسبوعٍ ولا لشهر، بل منذ أكثر من ربعِ قرن...

ويسألونك: ما سرُّ النجاح والتألق والتفوق؟

إنه سمير حنا، رئيسُ مجلسِ الادارة المديرُ العام لبنك عوده...

مثابرةٌ دون توقف... تواضعٌ بلا حدود... إيمانٌ بلبنان دون زغلٍ أو شكّ أو تشكيك.

***

سعد الازهري رئيس مجلس الادارة، المدير العام يستحق عن جدارة أن يكون في "نادي أصحاب الثقة" لأنه يحافظ على "​بنك لبنان والمهجر​" في أعلى المراتب.

فهذا المصرف ليس فقط من أعرق ​المصارف اللبنانية​ بل هو حجر من احجار الزاوية في ​القطاع المصرفي​ اللبناني.

***

إلى الصديق الكبير صاحب السمعة العطرة، ​مروان خير الدين​، رئيس مجلس الادارة، المدير العام ل​بنك الموارد​، الذي يمثَّلُ روحَ ​الشباب​ ليس فقط في القطاعِ المصرفي بل في قيمته الاكاديمية والجامعية، مروان خير الدين قيمةٌ مصرفية وأكاديمية وشبابية، ويستحقُّ عن جدارة ان يكون في " نادي أصحاب الثقة".

***

يبقى الكبير بينهم وكأنه عميدهم: جوزيف طربيه: رئيسًا ل​جمعية المصارف​ لأكثر من خمس دورات، وحين لم يكن رئيسًا للجمعية كان عضوًا فيها، أما الرئيس الحالي لجمعية المصارف فهو لا يحب الكتابة لا عن مصرفه، ولا عنه شخصيًا، فهو يشعر بانه أكبر من أي كلام.

***

هذه عيِّنة من "نادي أصحاب الثقة".

الأَخيار كُثُر، وأصحاب الثقة كُثر، وهكذا تكون الدنيا بخير، ولا داعي لكل هذا الجَلْد للذات.