اشار نائب الأمين العام ل​حزب الله​ ​الشيخ نعيم قاسم​ الى ان أميركا اليوم تريد فرض سياساتها وثقافتها وسلطتها على العالم، ولذلك هي تدعم إسرائيل، وتعتبر أنَّ إسرائيل موقع متقدم لأميركا في المنطقة، وفزاعة تستخدمها من أجل مشاريعها، وهي تهيمن على المؤسسات الدولية، ​الأمم المتحدة​ والمؤتمرات الدولية، وتوجه الجميع في هذا الاتجاه، وتلاحظون كيف أنَّ أمريكا تخرج من كل الإتفاقات الدولية عندما ترى أنها ليست لمصلحتها، وتُلزم العالم بالإتفاقات الدولية عندما ترى أنها لمصلحتها، أي لا عهد لامريكا ولا وفاء وإنما تسلُّط واستعمار واستكبار واعتداء وإجرام إما بشكلٍ مباشر أو بشكلٍ غير مباشر.

وخلال القائه كلمة في منطقة البسطة التحتا في الليلة التاسعة من محرم الحرام، لفت قاسم الى ان إسرائيل هنا في المنطقة هي صنيعة أميركا و​بريطانيا​ و​فرنسا​ والدول الكبرى، من الممكن أن البعض لديه نظرية تقول أنَّ إسرائيل تسيطر على العالم، وهذا غير صحيح، إسرائيل أداةٌ صغيرة تستخدمها أمريكا، أمريكا هي التي أمرت إسرائيل سنة 2006 أن تخوض الحرب ضد لبنان وضد حزب الله، وكان أولمرت يومها لا يريد خوض الحرب، على الأقل كان يريد أن يؤخٍّرها عدَّة أشهر لمزيد من الاستعدادات، وهذا ما ظهرَ بشكلٍ مباشر في المذكرات والإعلام والتصريحات، لكن أمريكا وجدت أنَّ مصلحتها في أن تكون الحرب بحجَّة الأسيرين الإسرائيليين، فألزمت إسرائيل بالحرب وهُزمت إسرائيل بحمدالله تعالى.

وشدد على ان إسرائيل هذه لم تعد قادرة على أن تكمل مشروعها في رسم كيانٍ كبير آمن ومطمئن ومؤثر في المنطقة بعد نجاحات المقاومة في لبنان وفلسطين، أصبحت ​إسرائيل اليوم​ تستجدي إمكانية أن ترسم كيانها بالحدود التي وصلت إليها من خلال ​صفقة القرن​ كي لا يمرَّ الزمن ولا تتمكن معه أن تحصل على مكتسباتٍ يمكن أن تحصل عليها اليوم بوجود ترامب، لكنهم مخطئون، لأنَّ صفقة القرن لا يمكن أن تمر، على الأقل لا يوجد فلسطيني واحد يقبل بصفقة القرن، إذاً مع من سيكون الإتفاق؟ الطرف الآخر غير موجود حتى لو كان صوريَّاً، ولذلك إسرائيل تواجه الآن هزيمة عسكرية في سنة 2006 وبعدها عدّة هزائم عسكرية في مواجهة ​الفلسطينيين​ في غزّة، وتواجه هزيمة نفسية في إحباط الصهاينة على المستوى الشعبي من إمكانية أن يحققوا إنجازاً للمستقبل. وهي تعاني أيضاً من توازن الردع الذي يمنعها من أن تحقق أهدافها بالقَّوة كما كانت تحققها في السابق، بل هناك قوَّة تهدِّد أهدافها التي تحققت، واكبر دليل ما حصل في الرد على استشهاد الشهيدين حسن وياسر، من قبل حزب الله، كل الكيان الإسرائيلي عاشَ إرباكاً لمدّة أسبوع، كل الكيان الإسرائيلي كان ينتظر الرَّد، كل الكيان الإسرائيلي كان يعتبر أنَّه حاضر أن يتحمل مستوى معيَّن من الرّد لكن لا أن يكون كبيراً حتى لا يُحرج، اضطر نتانياهو أن يكذب عن نتيجة تفجير الآلية من قِبل المقاومة الإسلامية ويقول انه لا يوجد خسائر حتى لا يضطر أن يقول أمام الإسرائيليين بأنَّ هذه الخسائر لا أستطيع أن أرد عليها، الأفضل أن يكذب ويقول لا يوجد خسائر عندها عندها لا يكون مطلوباً منه أن يرد، آخر همنا إن اعترف أو لم يعترف، فاليوم كل الإسرائيليين يقولون عن زعيمهم بأنه كذَّاب، وكل الإسرائيليين يقولون عن سماحة الأمين العام بأنَّه صادق، وبالتالي تقرير نتانياهو في مزبلة التاريخ، وتقرير الأمين العام في صدارة الأحداث في القلوب وفي العقول، ولا يستطيع أحد أن يكذِّب هذه الحقائق التي يقولها والوعود التي يطلقها، هذا انتصارٌ كبير، وتوفيق كبير.

اضاف قائلا على كل حال نحن مستمرون، ونعتبر أنَّ مسؤوليتنا الشرعية في أن نبقى واقفين وصامدين، سنبقى صامدين وسنزيد من تسليحنا وأعدادنا وقُدراتنا إلى أقصى ما نستطيع لأننا نعتبر أن المعركة مع إسرائيل مستمرة ما دامت إسرائيل تشكِّل تهديداً وتحتل أرضاً لنا، وبالتالي علينا أن نكون على جهوزية كاملة لأيِّ تطورات حتى ولو لم تكن الحرب قريبة أو حتى لو لم تكون هناك مؤشرات لحرب، لكن بهذه الجهوزية نمنع الحرب أو ننجح فيها إذا خاضتها إسرائيل.