أكدت الاوساط المحيطة بـ"حزب الله" لـ"الجمهورية" انّ "الدلالة الاهم لإسقاط المسيّرة ال​اسرائيل​ية بالنسبة اليها، هي انه تمكّن للمرة الأولى من فَرض قواعد اشتباك في الجو، بعدما كان نطاقها محصوراً في البَر طيلة العقود السابقة من المواجهة مع اسرائيل."،

وأنّ ما يقوّي موقف الحزب، وفق هذه الاوساط، هو انّ "ال​طائرة​ المعادية كانت تسرح وتمرح فوق القرى الجنوبية، وانه أسقطها بعد تجاوزها الحدود، ما يمنح ردّه المشروعية من جهة ويؤسّس لمعادلة جديدة في الجو من جهة أخرى».".

وأكد مطّلعون على استراتيجية "الحزب" الجوية انّ "إسقاط الطائرة المسيّرة هو جزء من الرد وليس كله"، لافتين الى انّ "الحزب في صدد تنفيذ عمليات متدرجة وفي أوقات متفرقة ضد المسيّرات الاسرائيلية، حتى يقتنع ​العدو الاسرائيلي​ بأنّ الاستمرار في اختراق السيادة اللبنانية صار مُكلفاً له، إن لجهة عدد الطائرات المتهاوية وإن لجهة الهيبة المُستنزفة".

وانطلاقاً من هذا المعيار، أوضح هؤلاء المطلعون أن "ليس حتمياً او إلزامياً أن يُسقط الحزب كل طائرة مسيّرة تخترق السيادة اللبنانية، بل هو سيختار التوقيت والهدف، بالطريقة التي تستنزف ​تل أبيب​ وتُشعرها بأنّ مسيّراتها معرّضة عند كل طلعة لاحتمال عدم عودتها الى قواعدها".

وأشار قريبون من الحزب الى انّ "قراره بإسقاط المسيّرة الاسرائيلية خضع عند التنفيذ لمجموعة تكتيكات، أبرزها ما يتعلق بنوعية الطائرة المستهدفة ودرجة ارتفاعها وطبيعة مهمتها ومدى اختراقها للعمق اللبناني، بحيث يكون الرد من النوع الذي لا يسمح للعدو الاسرائيلي بأن يكتشف ما لا ينبغي ان يعرفه في شأن قدرات ​المقاومة​ على صعيد الدفاع الجوي، خصوصاً أنّ هذا الشق من تسليحها تحوّل هاجساً لدى ​تل ابيب​ التي تسعى جاهدة بوسائلها الاستخبارية الى معرفة حقيقة ما يخفيه الحزب".