سَخر قريبون من رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، من معادلة أنّ رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وباسيل يضعان كلّ أوراقهما لدى "​حزب الله​"، مهما كان ثمن هذه الأوراق على ​لبنان​، في سبيل تأمين كرسي ​بعبدا​ لباسيل.

وشدّدوا على أنّ "مَن يعمل وفق منطلق الوصول إلى الرئاسة، لا يفتح جبهات ويعادي 90 في المئة من الطبقة السياسيّة في لبنان، وبدلًا من تأمين إجماع عليه يفتح معارك في ​الفساد​ و​الموازنة​ والصلاحيّات والمناصفة و​التعيينات​ الإدارية والورقة الاقتصاديّة والسياسات الماليّة. أمّا احتضان الرئيس عون وباسيل لـ"حزب الله"، فنابع من اقتناع لن تزحزحه أيّ ضغوط".

ولفت القريبون من باسيل إلى "أنّنا نسافر إلى ​الولايات المتحدة الأميركية​ مع معرفتنا المسبقة أنّهم لن يهلّلوا لنا ولن يسارع الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ الى استقبالنا في المطارات. وهذا لا يغيّر في اقتناعاتنا"، موضحين "أنّنا سنظلّ نقول إنّنا نريد أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة، وسنستمرّ بالمحاولة وزيارة الدول الغربية وشرح وجهة نظرنا. ولن يأتي وقت نقول فيه، إنّ الجهة الّتي تشكّل ثلث ​الشعب اللبناني​ من حيث القدرة التمثيليّة، إرهابيّة أو نرفع الغطاء عنها".

وردّوا على قول منتقدي باسيل إنّه يغطي "حزب الله" ويعرّض لبنان للخطر من خلال مواقفه وتصريحاته، خصوصًا خارج لبنان، وبصفته وزيرًا للخارجية، بالإشارة إلى "أنّنا ملتزمون ​البيان الوزاري​ للحكومة، ونحن نمارس "​النأي بالنفس​" بمعناه الحقيقي، فلا نندّد لا ب​السعودية​ ولا ب​إيران​، ونحاول قدرالمستطاع أن نحيّد لبنان في سياستنا الخارجية عن الصراعات الإقليمية". وسألوا: "ماذا يفعل الآخرون؟ يُصدرون بيانات التنديد؟ ماذا تغيّر هذه البيانات في واقع الحال؟".

وذكروا أنّ "البعض يندّدون بـ"حزب الله" وتستمرّ مشاركتهم في الحكومة. هذه اقتناعاتهم، لا نخوّنهم، لكن لا نقبل في المقابل تخويننا"، مشيرين إلى قول الرئيس عون في مؤتمر صحافي قبل أن يُنتخب رئيسًا للجمهورية، إنّ "التوغّل في حروب المنطقة لا نوافق عليه، لكن هذا لا يلغي تحالفنا مع الحزب، ليؤدّي إلى تحويله شيطانًا في الداخل وافتعال مشكلة معه". وأكّدوا "أنّنا لا نخجل من التعبير عن اتفاقنا أو اختلافنا مع "حزب الله" في الداخل حسب الملفات، لكن في الثوابت لا نشعر أنّنا نخون أنفسنا وعلينا أن نبرّر مثل غيرنا مشاركتنا في الحكومة بأنّنا موجودون بقوّة الأمر الواقع".

كما رأى القريبون أنّ "من يشعر أنه يخون نفسه واقتناعاته، من المُفترض أن يتحرّر من هذه الخيانة". وشدّدوا على "أنّنا مع ما يُجمع عليه اللبنانيون، وسألوا: "هل هناك إجماع على عزل "حزب الله" وتأليف حكومة من دونه أو على محاربته؟ لماذا سنكون نحن في موقع الاتهام والدفاع عن النفس ولا يُسأل الآخرون؟". ولفتوا إلى أنّ "في لبنان انتخابات واستحقاقات نيابيّة ورئاسيّة. لا أحد يمارس الديكتاتوريّة، ونخضع جميعًا لآليّة إنتاج السلطة، والأكثرية النيابيّة الحاليّة أفرزتها الانتخابات الأخيرة، ربما في الانتخابات المقبلة تتغيّر الأكثرية وتأتي بحكم آخر يعتمد مقاربات أخرى".