رعى وزير البيئة ​فادي جريصاتي​ الإحتفال الذي أقيم في نادي شبيبة بحويتا في بلدة بحويتا ـ الضنية، بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يصادف اليوم، بدعوة من جمعية حماية الطيور في لبنان، تحت شعار "سوى منأملن خط الرجعة"، في حضور رئيس البلدية أنطوان الخوري وفاعليات وناشطين ومهتمين.

وبعد جولة في الموقع الذي شمل نقاطا لمراقبة الطيور وأنشطة للأطفال ومحطات لتناول وجبات طعام، ألقى جريصاتي كلمة شكر فيها "البلدية والمنظمين وكل من ساهم بهذا النشاط لخلق وعي عند اللبنانيين. اليوم هو يوم المسؤولية وليس يوم هجرة الطيور، سأناضل كل يوم لجعل المواطن اللبناني مسؤولا، لأن المسؤولية تبدأ من المواطن، وهذا ليس رميا للمسؤولية، لأنه إذا كان المواطن مسؤولا يصبح النائب والوزير ورئيس البلدية مسؤولا، والمسؤولية تبدأ من التربية، وعلينا أن نشتغل في المدارس لنربي أولادنا والجيل الجديد على أهمية الطيور ونوعياتها وغناها الطبيعي، والقيمة المضافة التي تعطينا إياها".

ولفت الى ان "أعود هنا إلى كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن التوازن بين البيئة الإنسانية والبيئة الحيوانية والبيئة النباتية، وأن أي خلل في أي منها سيؤدي إلى خلل في البقية، لذلك علينا أن نقدّر ونشكر أن ربنا أعطانا طبيعة جميلة وجعلنا ممرا للطيور بشكل يعبر عن وجود إستثنائي للبنان. فنحن بموقعنا على الخريطة العالمية كبلد صغير عنده الكثير من المشاكل إختارنا ربنا أن نكون هذا المعبر لهجرة الطيور، لكن للأسف قررنا أن نطلق عليهم النار وهم يمرون من عندنا، لكن هؤلاء الطيور ليسوا ملكا لنا، ولا أتوا لعندنا، بل مروا فوقنا وفي أرضنا لإكمال طريقهم، ونحن للأسف نخطف لهم حياتهم بطريقة غير شرعية".

واكّد ان "صحيح أننا لسنا كثيرين هنا اليوم، لكن هذه بداية، ونستطيع أن ننقل هذه العدوى الإيجابية لكل الناس. أنتم البيئيون الحقيقيون الذين تركضون لحماية الطيور، المطلوب ألا نتعب ولا نيأس. سيضحكون علينا ويتكلمون عنا، ويهاجموننا، ويقولون عندنا مشاكل كثيرة غير هجرة الطيور، لكن لن نتأثر بهذا الكلام، لن يخف حماسي ولن أتساهل في هذا الموضوع على وجه التحديد. قوى الأمن الداخلي عندها دور كبير لتقوم به، برغم أنهم خاطروا بحياتهم وأطلق عليهم النار وأصيب أحدهم في الشمال. إن هؤلاء مجرمين لا يطلقون النار على الطيور فقط بل على قوى الأمن الداخلي أيضا".

وراى جريصاتي ان "يوجد مسؤولية كبيرة علينا في هذا الموضوع، وقد أجريت إتصالا مع وزارة العدل وطلبت أن يكون المدعي العام متشددا إلى أقصى الحدود، لأن هناك شبابا يتم توقيفهم ثم يطلق سراحهم بعد ساعتين، برغم أنهو قتلوا طيورا نحتاج سنوات كي يتم تعويضها، وبرغم أن هناك أشياء يصعب تعويضها بسهولة، لذلك لا أعتقد أنه بساعتين سجن نستطيع أن نربي هؤلاء، وأعتقد أننا نحتاج إلى قساوة أكثر، وهذا أمر يعود إلى هيبة الدولة وجديتنا في التعاطي مع أي ملف نتعامل معه".

وختم بالتاكيد ان "نحتاج إلى الضرب بيد قوية كي نردع المخالفين. هؤلاء مجرمون يعرضون سمعتنا وبيئتنا وطبيعتنا للخطر، وعلينا أن نزيد من أعداد الصيادين المسؤولين، وأن يساعدونا في هذا المجال، وهم يفعلون ذلك، كما نأمل أن نصل إلى وقت نعكس هذه الصورة، وأن تستفيد هذه القرى من مخيمات ونشاطات، ومن قدوم سياح وزوار للتفرج على الطيور وتصويرها".