أكد ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ "أنيي أصلي من أجل وطننا الحبيب ​لبنان​ ونشكر الله انه تمت السيطرة على ​الحرائق​ في لبنان. نصلي من اجل اخماد الحريق السياسي في لبنان الذي لا يشرف وطننا، انه الانقسام والاتهامات والإساءات عبر وسائل التواصل، نصلي لإخماد هذه النار السياسية لكي يسلم الوطن، فبإخماد النار السياسية تخمد النار الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والإنمائية".

وفي عظة له خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في ​كنيسة سيدة لبنان​ في التوغو حيث عاونه رئيس أساقفة ​أفريقيا​ للموارنة المطران ​سيمون فضول​ ، أشار الى الراعي الى أنه "وزع وزناته على عبيده العشرة" انا سعيد جدا مع سيادة راعي الابرشية والوفد المرافق من لبنان ان نقوم بهذه الزيارة الراعوية ولو كانت خاطفة لكنها ستكون غنية ويكفي ان احمل صورة وجوهكم وتطلعاتكم وتمنياتكم الى وطننا الحبيب لبنان. بداية نود التعبير باسم جاليتنا اللبنانية في التوغو عن شكرنا وامتناننا للاستقبال الذي حظي به اهلنا في هذا البلد العزيز الذي امن لهم فرص العيش بكرامة وساعدهم على تحقيق قدراتهم. وأود نقل تحياتنا الى فخامة ​رئيس الجمهورية​ ووفائنا لكل ما تقدمه السلطات لجاليتنا في هذا البلد".

ولفت الى أنه "مثل ال​إنجيل​ اليوم يحدثنا عن معنى ​الحياة​. والوزنات التي وزعها السيد على عبيده تعني القيم التي اعطانا إياها الله. وزنة الحياة ووزنة الإيمان ووزنة العطاء التي يوزعها الله وهذا يعني ان لحياتنا معنى وقيمة بنظر الرب وفي نهاية الأمر يطلب منا تقديم ما جنيناه. فيكون الحكم الخاص حول كيفية استغلالنا لنعم الرب".

وأشار الراع الى "اننا نصلي لنكون اوفياء لهذه النعم وان نتذكر دائما ان كل العطايا التي ننعم بها هي من عند الله وأنه يجب علينا يوما تقديم الحساب أمام عرش الله هذا هو معنى إنجيل اليوم، وكل ما نملك ليس لنا وحدنا بل انه ايضا للجماعة وعليه ان يوظف في سبيل الخير العام"، متسائلاً "ما هي الوزنة التي وزعها؟ انها وزنة الحياة فحياتي ليست ملكي انها عطية من الله وهي جميلة لانها على صورة الله. إيماني المسيحي هو عطية من الله ويجب ان أعيش بمقتضى هذا الإيمان وبتعاليمه وقيمه. الوزنة هي ما يضعه الله بين يدي من خيرات مادية ومعنوية وثقافية واجتماعية والمطلوب ان اتذكر ان كل ما عندي هو من الله والتمس مساعدته في تثمير العطايا وأحقق ذاتي من خلال مساعدة الآخر في تحقيق ذاته، وأؤدي حسابا لدى الله عن عطاياه".

وتوجه الى الجالية اللبنانية مؤكداً أنه "انتم هنا في التوغو تثمرون عطايا الله التي لم يتوفر لكم ان تثمروها في لبنان لسبب أو لآخر. التوغو فتح لكم الإمكانيات لتثمروا مواهبكم وعطاياكم وتؤمنون حياة كريمة هنا وفي بلدكم انتم تمثلون وجه لبنان والمجتمع التوغي يتعرف الى بلدكم من خلالكم. شكرا لانكم محترمون من السلطات المدنية والكنسية هنا وهذا ما سمعناه منهم وهذا وسام نحمله على صدرنا بانكم مساهمون في حياة وازدهار البلدان المضيفة لقد تضافرتم وجمعتم ما لديكم لبناء هذه الكنيسة لكي تقفوا عبر القداس وتقدموا ذبيحة الشكر وتشكرون الله على خيره ونعمه. الحياة هي مشاركة ونحن عائلة واحدة نساعد الضعفاء والمتعثرين والمرضى والفقراء بيننا لاننا نعيش من فيض مواهب الله وهذه هي المعاني التي تجمعنا في الافخارستيا حيث الرب يعطينا ذاته ذبيحة فداء ومشرب ومأكل روحي".

وأكد "أنني اعرف أنكم تتألمون لهذا الواقع في لبنان الذي هو غير مقبول لانكم تعيشون في دولة تحترمكم وتفتح المجالات أمامكم. لا يحق للسياسيين في لبنان ان يستثمروا في هذه الممارسة السياسية الهدامة التي تهجر شبابه وشعبه. نصلي معا على نية اخماد هذه النيران وان يعطينا الله مسؤولين سياسيين يدركون ان لبنان عطية من الله بكل مقدراته وان المسؤولين لا يحق لهم ان يثمروا طاقات لبنان من اجل مصالحهم الشخصية والفئوية والمذهبية فلبنان كنز لا ينضب وينبغي ان نحافظ عليه وان يستعيد دوره الكبير على مستوى الأسرة الدولية والعربية".