أكد ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ "اننا في ​لبنان​ ضحية حرب مستمرة في ​الشرق الأوسط​، وندفع الأثمان الباهظة منذ العام 1948 اي منذ بدء النزاع ال​فلسطين​ي الاسرائيلي ولجوء ​الفلسطينيين​ الى بلدنا وقد بات عددهم اليوم يفوق النصف مليون نسمة، يعيشون في ظروف مأساوية في ​المخيمات​ ومعهم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وهم ينتظرون منذ 71 عاما الحل السياسي لقضيتهم من اجل ان يعودوا الى بلادهم، الا ان هذا الحل قد تحول الى سراب ولن يصل ابدا. لقد دفعنا ثمن حرب ​العراق​ و​سوريا​ غاليا، واستقبلنا نحو مليون ونصف مليون نازح سوري ليصبح العدد مع الفلسطينيين زهاء مليوني إنسان، اي نصف عدد سكان لبنان على مساحة صغيرة جدا، وهذا يشكل عبئا كبيرا على كافة المستويات. أنا أتساءل معكم، اي دولة قوية قادرة على تحمل هذا العبء واستقبال نصف عدد سكانها؟".

وخلال مواصلته جولته عقب لقائه وزير خارجية بنين التي وصل اليها مساء أمس، اوريليان اغبينونسي ممثلا رئيس جمهورية بلاده، وعرض معه للأوضاع العامة في البلدين ووضع الجالية اللبنانية هناك، أشار الراعي الى "انني أقول هذا من اجل تحفيز صوت هذا البلد بحضور وزير خارجيته معنا الان، فنحن بحاجة الى صوت الأصدقاء الذين ينادون بصوت عال وبشجاعة بوضع حد للحرب في سوريا والعراق وفلسطين، صوت يطالب بعودة النازحين لان من حقهم العودة الى ارضهم حيث لهم تاريخهم وثقافتهم وهويتهم. ال​سياسة​ الدولية تعلن انه يجب ايجاد حل سياسي للحرب السورية ومن ثم التفكير بعودة ​النازحين السوريين​، وهذا يعني ان عليهم انتظار الحل كما فعل ​الفلسطينيون​، وعلى الارجح الحل سيأخذ اكثر من 71 سنة، فتجربة الفلسطينيين ماثلة أمامنا. نحن نطالب كل الدول الصديقة بفصل الحل السياسي في سوريا عن عودة النازحين، وإلا فنحن سنكون أمام حربين: الاولى مفروضة لتدمير الحجر، والثانية مفروضة ايضا لتدمير الحضارة والتاريخ والثقافة. لبنان لم يعد يحتمل دفع أثمان حروب لا دخل له بها، فهو صاحب رسالة في المنطقة ومعروف بميزة التعايش القائمة فيه بين المسيحيين والمسلمين وبنظامه الديمقراطي الذي يحترم حرية الرأي والتعبير، هذا البلد الذي يحمل رسالة الوحدة بالتنوع هو ضرورة للشرق الأوسط، ونتمنى مع الاحتفال بمئوية لبنان الكبير ان نتمكن من العودة الى جذورنا والثوابت السياسية في بلدنا والتخطيط من اجل ​المستقبل​".

الى ذلك، أقام القنصل الفخري في بنين طوني الشاغوري حفل استقبال للبطريرك الماروني والوفد المرافق، حضره وزراء الخارجية و​السياحة​ والداخلية و​البيئة​ و​الرياضة​ وشخصيات دبلوماسية واقتصادية واجتماعية وفاعليات من ابناء الجالية اللبنانية.