أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أنه "بعد كل ثورات داخلية أو أزمات دولية كبرى، تعقد اتفاقات بين طرفين أو عدة أطراف بهدف حل الخلافات، ووضع قواعد وشروط يتم الاتفاق عليها كمدخل لا بد منه للحل"، معتبرة أنه "من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، لا بد من توفر إرادة التنفيذ والصدق، كأساس بين الموقعين، وأحيانا يتم الاتفاق على طرف ثالث يتولى الإشراف على التنفيذ ومراحله الزمنية من أجل تذليل أي عقبة يمكن أن تطرأ في بعض المراحل"، مضيفة: "تبقى هناك خشية على أي اتفاق من قوى داخلية أو خارجية تتربص بالاتفاق لإجهاضه، إذا ما كان يشكل تهديداً لمصالحها أو دورها، وهذا يتطلب المزيد من الوعي والحذر، والقدرة على إفشال أي محاولة من هذا القبيل".

ولفتت الى أنه "في ​السودان​ قامت ثورة شعبية بقيادة قوى وطنية ونقابية أطاحت بنظام ​عمر البشير​ "الإخواني"، ووقف الجيش إلى جانبها، وانتهى الأمر باتفاق بين ​قوى الحرية والتغيير​ و​القوات المسلحة​، يحدد العلاقة بين الطرفين ويرسم خريطة لإنقاذ السودان في مرحلة انتقالية، تكرس الديمقراطية والحرية وتداول ​السلطة​، وتوفر العدالة الإجتماعية، وتضع حداً للفساد الذي استشرى طوال ثلاثين عاما وأدى إلى نهب خيرات السودان، وتضع حداً ل​حالات​ التمرد في بعض أرجاء البلاد على قاعدة الوحدة الوطنية"، مشيرة الى أنه "منذ توقيع الاتفاق في آب الماضي، يبدو أن الأمور تسير وفق الطريق المرسوم، والمفاوضات التي جرت في جوبا مع بعض الفصائل المسلحة تأخذ منحى إيجابياً، لكن هذا لا يكفي، فهناك مخاطر قائمة بحاجة إلى مواجهة جدية، خصوصاً من جانب جماعة "الإخوان" الذين ما زالوا يتحركون، ولهم مواقع في المؤسسات، وأدوار في ​الحياة​ العامة، وهؤلاء لا يمكن الاطمئنان إليهم أو الوثوق بهم، لأنهم يمثلون ​الثورة​ المضادة التي يمكن أن تعيد السودان إلى ما كان عليه".

واضافت: "عندما يحذر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن ​عبد الفتاح البرهان​ من مرحلة حرجة جداً يمر بها السودان، ويدعو إلى دعم ​الحكومة​ الانتقالية لتفويت الفرصة أمام الساعين إلى إجهاض الثورة وتجنيب البلاد المهالك، فلأنه يدرك أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد"، لافتة الى أن "البرهان خائف على الثورة لأنه يدرك أنها لم تحقق أهدافها بعد، وأن هناك قوى داخلية وخارجية تتربص بها، والنصوص وحدها لا تكفي، إذ تحتاج إلى رافعة وسياج لحمايتها وصيانتها"، ومشيرة الى أن "القوى الشعبية والوطنية التي قامت بالتغيير بدعم من القوات المسلحة، يجب أن تظل في حالة يقظة واستنفار وتأهب لمواجهة أي محاولة للغدر بالثورة، أو حرفها عن أهدافها"، مضيفة: "الشعب و​الجيش السوداني​ هما حائط الصد الذي يحمي ويصون".