يعدّ عيد ميلاد ​يسوع المسيح​ أحد أهمّ الأعياد التي يحتفل بها ​المسيحيون​ في مختلف أنحاء ​العالم​ بالتحضيرات الروحيّة وعبر إضافة البهجة من خلال وضع الزينة في المنازل والشوارع والأهمّ وضع المغارة التي ترمز الى ولادة إبن الله الذي ضحى بحياته ليخلّص البشريةو​شجرة الميلاد​...

اليوم إختلف الحال وبدل أن نرى المناطق اللبنانية تحتفل بالميلاد بإضاءة الشجرة في الشوارع،والتي غالباً ما تكون من تنظيم ​البلدية​، نجد ظاهرة جديدة الا وهي شجرة الميلاد المصنوعة من دواليب السيارات...وهذه المرّة ضرب المتظاهرون عرض الحائط معنى ​عيد الميلاد​ حتى بالشكل، خصوصاً وأن الدولاب بالشوارع يرمز الى الحرق وولادة المسيح ترمز الى التجدّد. هذا المشهد بدأ يتكرّر في العديد من المناطق من ​جل الديب​ الى قنّابة ​برمانا​ فصيدا وغيرها من المناطق...

"نحن كمسيحيين، نحتفل بعيد الميلاد بالمغارة التي تمثّل العائلة الأولى في البشرية المكوّنة من يسوع و​العذراء​ مريم والقدّيس يوسف، ونضع هذا الرمز لنشكر الله أنه ولد في عائلة وأوجدنا في عائلة تمجّد الله ويريدنا أن ننشر ​السلام​ و​المحبة​ والرجاء بقلوب البشر"، يقول الأب ​عصام ابراهيم​، لافتا الى أن "الشجرة لها معان مختلفة وجذورها في الارض وتحمل الثمر"، مضيفا: "في الجنة كان هناك شجرة هي شجرة الخير والشرّ، والربّ طلب تركها وألا يمسّ بها أحد ومع الوقت بتنا نضع الشجرة في بيوتنا لنقول إنه أصبح هناك حياة جديدة للبشرية بدأت مع ولادة يسوع المسيح".

يستغرب الأب عصام ابراهيم في حديثه لـ"النشرة" ظاهرة "شجرة الدواليب"، ويسأل "ما المقصود من الإستعاضة عن شجرة الميلاد بالدولاب الذي يرمز الى الحرق، فهل هذه هي الحضارة التي نتطلّع اليها"؟.

بدوره مدير المركز الكاثوليكي الأب ​عبدو أبو كسم​ فيشدّد عبر "النشرة" على أن "شجرة الميلاد ترمز للحياة والفرح والرجاء"، مضيفاً: "موقف الكنيسة كان واضحاً بأننا طالبنا بأن يتركوا لنا رموزنا، ولكن عندما سألنا عن سبب الاستعاضة عن "الشجرة" بشجرة من الدواليب أتانا الجواب بأننا وضعناها حفاظاً على ​البيئة​ وحتى لا يتم حرق هذه الدواليب، وعند هكذا جواب لا يمكن أن نفعل شيئا خصوصاً وأن البلاد تمرّ حالياً بظروف صعبة".

في ​عيد الاستقلال​ شاهدنا مشهداً غريباً فبينما ​الجيش اللبناني​ كان يقدم عرضاً "يتيماً" في ​وزارة الدفاع​ نتيجة الظروف كان المتظاهرون يحتفلون بفوج "الطناجر" و"الهيلاهو" وغيره، والسؤال هنا: "هل نسخّف تضحيات جيشنا بهذه الطريقة"؟. يومها مرّ المشهد مرور الكرام، ولكن اليوم عادت الظاهرة لتتكرّر وتمسّ هذه المرّة بأحد أهمّ الأعياد لدى المسيحيين وهو عيد الميلاد وولادة مخلص الكون...واذا افترضنا أن الهدف هو الحفاظ على البيئة ألا يتم الحفاظ عليها الا اذا صُعنت منها شجرة الميلاد؟، والسؤال الأهمّ " لماذا تبقى الكنيسة "صامتة" أمام هذا المشهد، الأمر الذي يطرح بدوره تساؤلات حول أي "تغيير" يريده أو يطرحه هؤلاء؟!.