بعد انتهاء الاحداث الامنية على ​جسر الرينغ​ وانكفاء الشبان الذين هاجموا ​القوى الامنية​، كانت مسيرة سيارة للمتظاهرين في ​الحراك الشعبي​ تجوب شوارع بيروت، فتعرضت في محلّة الحمرا بحسب ما نقل مشاركون فيها الى رشق بالحجارة، ولكنها اكملت سيرها واستقرت في ​وسط بيروت​.

هناك انضم المشاركون بالمسيرة السيارة الى متظاهرين آخرين في الاعتصام امام أحد مداخل ​المجلس النيابي​ وتحديدا في شارع بلدية بيروت قرب جامع العمري، وكان الحاجز الفاصل بين القوى الامنية، التي تضم فرقة مكافحة شغب، فرقة من ​الجيش اللبناني​ الموكلة إليها مهمة حماية المجلس النيابي ومحيطه، وعناصر من شرطة المجلس النيابي، والمتظاهرين عبارة عن حواجز حديدية فقط.

في الساعة 7 مساء تم رمي 3 مفرقعات نارية من النوع الكبير على ​القوى الأمنية​ الموكلة حماية المجلس، وترافق الامر مع محاولات من بعض المجموعات لاختراق الحاجز والدخول الى ساحة المجلس، الأمر الذي حرّك القوى الأمنية والعسكرية بشكل فوري لقمع المحاولات وتفريق المتظاهرين بالقوة، مستخدمين القنابل المسيلة للدموع.

وتم اعتقال عشرات الشبان من قبل القوى الامنية، ولكن بحسب ما علمت "​النشرة​" فإن اغلب الموقوفين يتم اطلاق سراحهم. بعد تفرقة المتظاهرين من شارع بلدية بيروت تجمعوا الى جانب مبنى "النهار" على الصيفي، وبعد هدوء لحوالي 20 دقيقة من الساعة الثامنة و10 دقائق الى الساعة 8 والنصف، عادت الأمور لتشتعل مجددا بعد بدء عملية رشق الحجارة التي قادها متظاهرون بكثافة على القوى الامنية التي ردّت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.

وتشير معلومات "النشرة" إلى أن ما حصل اليوم كان مخططا له الامر الذي ظهر من خلال التجهيزات التي كانت بحوزة المتظاهرين سواء أقنعة الغاز أم الخوذ الحامية للرأس، مشددة على أن الهجوم على القوى الامنية وشتمها بات علنيا وواضحا، وكأن المطلوب الوصول الى مرحلة فوضى لا تقوى فيها القوى الأمنية ولا الجيش اللبناني على التصدي لها.

كما تجدر الإشارة الى أن بعض الناشطين في الحراك لفتوا الى أن مندسين تابعين لاحزاب السلطة هم من يرشق الحجارة على القوى الامنية، ويقومون بعمليات تخريبية.

وبحسب ​الصليب الاحمر اللبناني​ فإن عدد الجرحى وصل الى 10 حالات تم، نقلها الى المستشفيات، و33 اصابة عُولجت في مكانها، بينما اعلن الدفاع المدني انه عمل على تضميد ​اصابات​ 15 مواطنا، ونقل 10 جرحى الى مستشفيات المنطقة، مع الإشارة الى أن الجرحى هم من المتظاهرين ومن القوى الامنية.

تجدر الإشارة الى أنه بالتزامن مع مواجهات بيروت، تم إقفال طرق في الشمال والبقاع وعاليه وصيدا.

ولاحقا انتقلت المواجهات بين القوى الامنية والمتظاهرين الى أمام بيت الكتائب المركزي في الصيفي، حيث عمد عدد من المحتجين الى رشق القوى الامنية بالحجارة فيما استخدم عناصر مكافحة الشغب خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

كما حصل كر وفر بين قوى الأمن والمجتجين بحيث انتقلت مجموعة من المحتجين الى ساحة الشهداء وبالتحديد الى مقابل صحيفة النهار، فيما عملت مجموعة اخرى على اضرام النار بحاويات النفايات امام بيت الكتائب المركزي.

وفي سياق متصل نقل عناصر الدفاع المدني عددا من الاصابات من وسط بيروت الى المستشفيات القريبة، وعاد الهدوء الى وسط بيروت بشكل تدريجي فيما ظهرت الساحات بانها اشبه بساحة معركة.