لَم يأتِ يسوع من الفراغ، وإنّما مهّدت لمجيئه نبوءات الكُتب المقدّسة: يسوع هو إبن الله الوحيد الذي أرسله الله الآب إلى ​العالم​ ليُخلِّص بِه العالم. ومجيئة سيترافق بعلاماتٍ أربع إلهيّة لَم ترافق أيّاً من الدّاعين إلى الإيمان بالله، من قبله ولا من بعده. وهذه العلامات الخاصّة بيسوع هي:

العلامة الأولى

يسوع هو الوحيد الذي ستتحدّث عنه النبوءات، وبتفاصيل مجيئه وحياته وموته وقيامته... قبل أن يأتي. فالناس سَيَعلمون، متى سيأتي (غل4: 4، 5). ومِمَّن سيأتي(أش7: 14). وأين سيُولَد(مي 5: 2). وأين سيُقيم ويُمضي حياته(متى2: 23). ومَن سيُمهّد الطّريق أمام بشارته(أش40: 3). وماذا سيُعلّم. ومَن هُم أعداؤه(مز22: 16). وكيف سيموت(أش53: 1-12) (مز22: 16) و(أش53: 7). وبين مَن سيموت وأين سيُدفَن(أش53: 12)، (أش53: 9). وأنّه المُخلّص(أش9: 6)، الذي سينتصر بقيامته على الموت(مز 16: 10). وهو ما لَم يحدث مع أيّ مُرسَلٍ آخر!.

العلامة الثانيّة

يسوع هو الوحيد الذي عند ظهوره بالجسد قَسَم التاريخ إلى ما قبله وما بعده، فأصبح كلّ ما قبلَه قديماً وكلّ ما بعده جديداً به. وهو أمرٌ لَم يفعله أيّ مرسل آخر!.

العلامة الثالثة

كلّ مَن يأتي إلى العالم، يأتي ليحيا. بعكس يسوع الذي أتى إلى العالم ليموت، فتكون للعالم ​الحياة​ بموته. تبدأُ قصّة حياة كلّ إنسان ب​الولادة​، أمّا قصّة حياة يسوع فتبدأ بالموت ومن ثمّ تأتي الحياة. ولهذا فإنّ يسوع لا يُقدّم نفسه مُعلّماً أوّلاً بل مُخلّصاً للعالم؛ مُخلّصاً يُقدّم ذاته عن العالم لكي يحيا بِه إلى الأبد. وهو ما لَم يستطع عليه أيّ مرسل آخر!.

العلامة الرّابعة

يسوع ليس إنساناً وحسب، بل هو الله. ليس رجُلاً حكيماً وحسب، بل هو الحكمة. ليس مُبشّراً بالحقّ وحسب، بل هو الحقّ. ليس فاتحاً للطّريق وحسب، بل هو الطّريق. وليس مُعطياً للحياة وحسب، بل هو الحياة. وهو ما ليس عليه أيّ مُرسل آخر!.

في مسيرة حياتنا قد تجذبنا شخصيّاتٍ سياسيّة أو اقتصادية أو فنيّة أو غيرها، نؤمن بِها وننقادُ إليها، لأنّها برأينا قادرةٌ على تقديم حياةٍ أفضل لنا. قد يصُحّ هذا الأمر إن كُنّا نبحث فقط عن خبز الأرض ورفاهية الحياة، وقد ينجح في بعض الأماكن ولا ينجح في أُخرى، فُنصاب بخيبة الأمل تلو الأُخرى. ولكن يسوع لَم يأتِ لكي يُقدّم لنا خُبز الأرض لنأكله وحسب، بل ليُقدِّم لنا ذاته مأكلاً يُعطينا الحياة والفرح بوفرة ويشفينا من خيبات الأمل لأنه أمين، صادقٌ يُحقّق وعوده لنا، هو الذي أتى بالجسد لكي تكون لنا الحياة وافرة والفرح وافر.

لنُصلّي لكيما، ونحن ننتظر ميلاد الربّ أن نكون مُستعدين لقبول نعمة الحياة والفرح اللذان يحملهما إلينا. آمين.