كما في كل عام تكثر التحاليل حول شكل فصل ​الشتاء​ ومقارنته بالأعوام الماضية بغية الوصول الى خلاصات تؤيد أو تدحض عملية التغيّر المناخي الذي يضرب المناخ العالمي. في ​لبنان​ لا يختلف الحال في فصل الشتاء الحالي عن فصل الشتاء الماضي بنفس المرحلة الزمنية، وهذا الأمر تؤكده الأرقام.

قيل أن فصل الشتاء هذا العام تأخر مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي ينفيه ​عبد الرحمن زواوي​، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى أن الفصلين الحالي والماضي انطلقا تقريبا في الثلث الاول من كانون الأول، مشددا على أن ​الأمطار​ في أيلول أو في تشرين الأول والثاني لا يعني بدء فصل الشتاء، داعيا لكي لا يغيب عن بال أحد أن فصل الشتاء ينطلق فعليا في 21 كانون الاول الجاري.

ويضيف زواوي: "الفرق الوحيد في هذا الفصل الى جانب أننا شهدنا بداية الشهر طقسا معتدلا بدرجات حرارة أعلى من المعدّلات الموسمية، هو أن الشتاء الماضي في نفس المرحلة الزمنية كان أبرد".

من الأمور التي يجب توضيحها أيضا هي على التساؤل التالي: "هل يجب أن نعتاد على نسق هطول كميات كبيرة جدا من الأمطار في وقت قصير"؟. في هذا السياق يشير زواوي الى أن المتساقطات الاولى بكل شتاء عادة ما تكون كثيفة، ولكن بشكل عام فإن دراسة ​الامطار​ التي هطلت في الأيام الماضية، أظهرت تناسقا بالمكان والكميات، اذ شهدنا كميات معتدلة ب​الساعة​ كانت حوالي 2 الى 3 ملم، الأمر الذي يفيد الزروع و​المياه​ الجوفية، وشهدنا كميات ضخمة في أوقات قصيرة كانت حوالي 25 ملم في ساعة واحدة، ما يعني أنه لا يمكننا الجزم بأن المتساقطات كلها ستكون كثيفة أم لا.

أما بالنسبة الى ​الثلوج​، فأيضا لا يمكن بحسب زواوي التوقع أن تكون "التلجة" الأولى على مرتفعات منخفضة، فهي عادة ما تبدأ على ارتفاع 1500 متر وتبدأ بالانخفاض، ولذلك فقد تساقطت الثلوج على ارتفاع 1100 متر في العاصفة "لولو"، وحتما ستتساقط على ارتفاع أقل في منخفضات قادمة. ويضيف: "تستمر العاصفة "لولو" حتى الأحد صباحا، حيث أنها ستشتدّ بين ظهر اليوم وصباح غد بعد أن تكون قد هدأت قليلا، والإثنين سيتأثر لبنان بمنخفض جوّي سريع ينتهي الثلاثاء، جرّاء توجّه منخفض جوي باتجاه ​افريقيا​ الشمالية".

كميّة المتساقطات هذا العام حتى تاريخ 27 من الجاري: في ​بيروت​ 439 ملم، في ​طرابلس​ 361 ملم، في زحلة 232 ملم.

فين حين أنها العام الماضي بنفس الفترة الزمنية: في بيروت 303 ملم، في طرابلس 439 ملم، وفي زحلة 250 ملم.

من خلال الأرقام يتبيّن أن كمية المتساقطات ارتفعت في بيروت هذا العام عن العام الماضي بنحو 135 ملم وهو رقم كبير، بينما انخفضت في طرابلس وزحلة بكمية قليلة من الأمطار، وبالتالي لا يمكن الحديث حتى اليوم عن عام قليل الأمطار.

كذلك يجب الإشارة الى أن الينابيع تفجّرت في أكثر من مكان بسبب البرق والرعد وغزارة الأمطار، الأمر الذي يُعتبر أكثر من إيجابي بما يتعلق بالمياه الجوفية. اذا، لم يتغيّر فصل الشتاء، ولم يتأخر، والخير "ما زال لقدّام".