فعلاً أيها السادة الكرام تستحقون الانتظار، إذ صودف إننا ولدنا في بلدٍ سياسيوه كل همهم وشاغلهم وتفكيرهم وخططهم ورؤيتهم: لخدمة المواطنين لا غير.

فعلاً علينا نحن الشعب ان نترك لهم كل الفرص للاثراء غير المشروع هذا من أدنى واجباتنا.

انتظار ​الحكومة​ العتيدة، ولمَ العجلة ففي التأني السلامة، بلدٌ نعيش فيه مثل ​سويسرا​ الشرق، شهر بالزايد أسبوع بالناقص، المهم النتيجة ويبدو انها ستأتي على قدرِ الانتظار وستكون لوحة فنية حديثة مزركشة أقلها مثل رسم الرسام العالمي ​بيكاسو​، وما علينا سوى "فَهمْ" ما فحوى هذه الالوان المتطايرة.

***

الشعب يكفيه ان كرامتهُ وعزتهُ محفوظتانِ عند امناء ​السياسة​.

يقولون عن الشعب انه "نَكِد ويَنق"، فعلاً ولمَ هذه السوداوية.

قد يصل الشعب الى الافلاس الكامل الشامل بانتظار الساسة "خفيفي الدم" وبعد ان تجاوز ​الدولار​ عتبة 2200 ليرة، وصدقاً لماذا النكد؟

يبدون أذكى وأدهى بكثير من الشعب الأبي الطيّب، وكأنهم أتوا إلينا من كوكب آخر، اموالهم محفوظة في الخارج، ومَن مِن الشعب لديه أموال من عرق الجبين، معمول عليه حجز وكأن ساستنا أصبحوا يعاملوننا وكأننا شعب تكنولوجي حديث، ويقيمون على اموالنا Block، كما يقفلون هواتفهم الذكية كي يرتاحوا من أي ازعاج.

***

المنطقة في أزمة كبيرة كما المحيط العربي بأسره، وهذا لا يسرّع ​تأليف الحكومة​ في ​لبنان​، إذ بين هذا الاسم أو ذاك ومن ثم اعادة خلط الاوراق والاسماء والحقائب، من واجبنا الانتظار ليخلصوا منا بالهلاك الجماعي.

من هم الذين يريدون هدّ وجه لبنان الحضاري بمصارفه.

ومن هم الصيارفة الكرام الذين بحوزتهم كل الدولارات؟

أسمعنا ببلدٍ في عصرنا يعمل الصرافون ولا تعمل ​المصارف​.

يا ليت الحاكم ​رياض سلامة​ يطلع الى العلن ويعلن بالفم الملآن ما الذي حصل وأين ودائعنا نحن الشعب الطيّب، وأيضاً كيف وصل لبنان وطن الأرز الى هذه الحالة المهترئة؟ فليسمِّ الاسماء وليعلن مَن مِن المصارف لا تتجاوب معه؟

***

وتطل علينا كل صباح ​المواقع الالكترونية​ وحسب مصادرها لتعلمنا ان ​سعر الدولار​ سيصل الى 3000 ليرة آخر الشهر.

آخ لو باستطاعة كلِّ شعبِ لبنانَ المنتفض الهروبُ المنظمُ والمحمي، مثل ​كارلوس غصن​ الذي دُبّر له ان يخرج من سجنهِ الى محطة القطار، ثم الى مطارٍ صغير حيث تجثم ​طائرة​ خاصة، نقلته الى ​تركيا​ وطائرة خاصة ثانية أوصلته سالماً الى ​بيروت​. وكل باقي التفاصيل عن السيد كارلوس غصن ليس لنا علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد.

***

ربما يلوموننا إن الهروب المنظم لشعب يناضل من أجل لقمة العيش، واعادة ماله المنهوب والمنهوب كثيراً، اهانة كبرى بحقه، بل عليه ان يموت جوعاً وقهراً وذلاً والآتي أعظم.

هاجر لبنانيون بالملايين على مدى العصور، وما بقي منهم سوى نحن الشعب المنتفض الأصيل، ولحنكة أهل السياسة، ليس بحوزة أحد منا دولارٌ يقلّه بقطارٍ أو باخرةٍ أو طائرة.

شكراً، فعلاً احكمتم علينا الخناق.

دامَ عزّكم...