الثوار دائمًا على حق، مهما فعلوا...

والطبقة السياسية على خطأ، مهما فعلت...

***

هذه المعادلة يجب ان تكون واضحة للجميع، والتوضيح:

شعب ​لبنان​ الحضاري هم الذين نزلوا إلى الشارع منذ 17 تشرين الأول 2019 والذين ما زالوا فيه إلى اليوم...

هُم ليسوا المندسين ولا هم المشاغبون ولا هُم الذين يرشقون قوى الأمن بالزجاجات الحارقة والحجارة...

الثوار هم ​طلاب المدارس​ و​الجامعات

هم ​العمال​ والموظفون الذين يريدون حياة كريمة

هم الآباء والأمهات الذين يريدون مستقبلًا أفضل لأبنائهم...

شعب لبنان الأصيل هم الذين سيبقون في الشارع إلى أن تتحقق مطالبهم.

***

وأحد أبرز المطالب تشكيل ​الحكومة​، وهنا يُطرَح السؤال:

إذا كان رئيس الحكومة يريد حكومة تكنوسياسية مستقلة.

وإذا كان الفريق السياسي حليفه اليوم يريد العكس والرئيس دياب لن يستقيل فعلاً سنرى جميعنا الويلات.

ولماذا وضع العصي في دواليب رئيس الحكومة المكلَّف ​حسان دياب​؟

يا سادة... يا حلفاء الرئيس المكلَّف... دعوه يشكِّل!

تعهد للشعب الثائر بحكومة تكنوسياسية مستقلة.

وقوف الحلفاء بوجهه في ما بينهم لا يعني انهم يختلفون على المبادئ بل هم يختلفون على المغانم، إذا هي موجودة!

***

لا شيء موجودًا لتختلفوا عليه

هل تختلفون على كيفية معالجة ​الدين العام​؟ على ​معالجة النفايات​؟ على تلوث الليطاني؟ على اعادة ​المال​ المنهوب من "فاسدي ​الفساد​"؟

***

ماذا جرى ليل "السبت الأسود" في ​وسط بيروت​؟

بدأ شعب لبنان الأصيل تحركه بالمسيرات من كافة المناطق ليتلاقى الجميع يهتفون مطالبين بمطالبهم المحقة، وقد واجه المندسين والمشاغبين الذين أتوا من كل حدب وصوب ضد ​قوى الأمن الداخلي​ و​مكافحة الشغب​ و​الجيش​، ليتلقوا ​العنف​ يقابله العنف، في معمعة وجهًا لوجه هي الأبشع والأشنع والأكثر حرقة، فأي مشهد أكثر إيلامًا من هذا المشهد؟

مما أدى إلى ما يقارب 170 إصابة، علمًا ان 140 إصابة إضافية تمت معالجتهم حيث أصيبوا، ما يعني أن احداث السبت أوقعت ما يفوق الـ 300 إصابة.

هل "تفرح" الطبقة السياسية المختلفة على ​المحاصصة​ بهذه النتيجة؟ هل تريد للأحداث ان تكون "صندوق فرجة" بالنسبة إليها؟

***

فعلًا تفرح "الطبقة السياسية"... "شو وراهم" كما يُقال في العامية:

ثرواتهم في الخارج، فقد استطاعوا إخراجها وتهريبها ليس منذ اليوم، بل منذ بدأت الصفقات والعمولات والهدر والفساد والرشاوى... أموالهم في المنتجعات الأوروبية والفيلات والقصور واليخوت. وفي ​المصارف​ والبورصات، وعلى شكل اسهم في

شركات... وما تبقى منها في الداخل سحبوه بعد اندلاع الثورة في 17 تشرين الاول 2019، في الأيام التي اقفلت فيها المصارف.

تتفرَّج الطبقة السياسية المتحالفة اليوم على ما يجري لأن غنائمها أصبحت خارج البلد وليس لديها ما تخسره في البلد.

***

لهذا نقول: "هَزَلَتْ" فعلًا "هَزَلَتْ"...

لذا دعوا الرئيس المكلَّف يشكِّل حكومته ليعرَف مَن يريد خدمة البلد؟ ومَن يريد وضع العراقيل في الدواليب؟

لكن تذكَّروا دائمًا الطبقة السياسية التي تتعاطى مع ثروات البلد على أنها "غنيمة" ومع أبناء الشعب المنتفض الأصيل بأنهم لن يقووا على ازاحتهم.