لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، خلال التأمل الروحي في بداية ساعة السجود امام القربان المقدس على نية ​لبنان​، الى أن "سجودنا أمام القربان هو فعل إيمان بحضور الرب بيننا، وفعل شكر لله على حضوره معنا وإنقاذنا من كل الأزمات والأنفاق المظلمة التي يمرّ بها لبنان، ولو كنا ما زلنا نعيش ظلمات على المستوى السياسي والاقتصادي والمعيشي، الاّ أننا نضع مساء اليوم كل هذه الهموم بين يدي الرب يسوع، ونجدّد إيماننا بوجوده معنا، ونعترف أنه في الفترة الأخيرة قد جنّبنا مخاطر كثيرة، ونطلب منه أن يواصل إهتمامه بنا ويجعلنا جميعاً ننظر للأمور بواقعيّة ونضع خير وإزدهار لبنان هدفنا الوحيد من أجل الشعب الذي ما زال يعاني من ​الفقر​ والجوع والحرمان".

وأشار الى "أننا نذكر اليوم في صلاتنا، واقع الأرض المقدسّة، هذه الأرض التي ولد فيها المخلّص ​يسوع المسيح​، وعليها تجلّى الثالوث القدوس، وتمّ فيها فعل الخلاص والفداء وتأسّست الكنيسة، ومنها إنطلق ​الانجيل المقدس​ الى ​العالم​. لا يمكننا ان نقبل بأن تصبح هذه الأرض أرض الحديد والنار"، معربا عن أسفه على ما يسمى "​صفقة القرن​"، "التي هي علامة حرب وحقد ودمار وبغض وقهر اضافي للناس، وهذا ما لن نقبله ونتحمّله. لا يمكننا التسليم بمشيئة انسان قرّر أن يضع جانبًا كل التاريخ. وحقيقة وجود المسيحيين والمسلمين و​اليهود​. وقد عاشوا معًا على أرض مقدسة واحدة كما أراد الله، وهذه الأرض لا يمكن ان تحمل هذا القرار السياسي الذي أتّخذته الادارة الأميركيّة او الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​".

وشدد على "أننا نصلي اليوم كي يجنّبنا الله مزيداً من الشرور بسبب هذا المشروع وهذا القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي، ومن اجل الشعوب المتألمة والمعذّبة. فلا سلام إذا لم يُحترم ​الانسان​ بحقوقه وبكرامته، ولا سلام بالظلم والقوة"، مضيفا: "نسأل رب ​السلام​ وسيّده، وقد أُعلن السلام من تلك الارض يوم ميلاده، ان يفتح كل القلوب ويمنحها ان تحمل بمسؤولية بناء السلام على الارض الي ارادها بسرّ تدبيره ارض سلام، كي يعمّ السلام في العالم أجمع".