هذه حالنا... مشهد سوريالي: الثوار في الساحات وعلى الطرقات ينادون بحقوقهم فيما أشباه المسؤولين ومن يدّعون قيادة الشعب، نواباً ووزراء وحكومات ورؤساء يجتاحون البلد بكل ما هو مخالف للدستور وبكل أشكال الإستهزاء بحقوق الشعب الثائر ومطالبه.

تريد سلطات الأمر الواقع التي "لفظها" الشعب الغاضب فرض ما تخطط له بالقوة وكأن لا ثورة ولا شارع ولا ناس ولا متظاهرين ولا أحلام...

***

فجور ما بعده فجور... ومشهد مبكٍ للنواب الداخلين لتأمين النصاب وفق تسويات وتركيبات سئم منها الشعب... ما معنى المشاركة المشروطة؟ وما معنى المشاركة اللاحقة؟ وما معنى المشاركة المعلّقة التنفيذ بإنتظار أمر ما...؟

حزين مشهد رئيس ​الحكومة​ ​حسان دياب​ وهو يتلو بياناً وزارياً بعيداً عن الواقع، بعيداً عن الواقعية ويحتاج لسنوات ضوئية لتنفيذه، ولمئة دماغ عملاق للبدء بتطبيقه؟

ما هو مثير للإشمئزاز أكثر هو مداخلات بعض النواب الذين تنهال عليهم موجات الغضب وهم يطرحون أنفسهم حكماء البلاد والعباد... كما يطرحون حلولاً شبه تعجيزية وتحتاج أجيالاً ودولة قادرة يسودها القانون و​القضاء​ العادل غير ​الفاسد​، دولة فيها جيش أبي.

شعبوية وأفكار... مشاريع، أحلام في التداول فيما الشعب الثائر في الخارج تحت البرد القارس لا يريدونهم، لا يريدون "لعيانهم" في الداخل وخصوصاً انهم هم أنفسهم خربوا البلاد ونهبوها ودمروها وعاثوا فيها فساداً... واليوم صاروا قديسين...

***

يقول رئيس الحكومة: مخطئ من يعتقد انه سينجو من أي إنهيار؟

عن أي إنهيار يتحدث رئيس الحكومة؟ ألسنا في قلب الإنهيار؟ ما يجري في المصارف والمؤسسات و​المصانع​ أليس بداية الزلزال؟

يقول خبير اقتصادي على صلة بالتركيبة الحكومية ​الجديدة​ ان البلاد لا شك انزلقت الى الهاوية وهي ذاهبة الى قعر الجحيم الذي ستطال حممه الجميع... هناك خطة دولية لدفع ​لبنان​ للإنهيار...

ويتابع: قالوا لنا لم تفهموا علينا ما نريده ب​السياسة​... وما دمتم لم تفهموا فالإنهيار المالي أمامكم... قريباً سيزداد الخناق يتابع الخبير الاقتصادي وقد تدفع الحكومة استحقاق سنداتها في آذار تحت وطأة الخوف والوقت الذي لن يسمح بطرح خطة لإعادة هيكلة الدين. ولكن ماذا عن استحقاقات الدولة الخارجية لشهري نيسان وحزيران؟

***

ما دمنا لم نقدم خطة ل​صندوق النقد الدولي​ وللمجتمع الدولي لإعادة الهيكلة... كيف سيتعامل معنا ​المجتمع الدولي​؟ ستستحق سندات لبنان بالكامل والبالغة أكثر من ثلاثين مليار ​دولار​ دفعة واحدة وسيتم الحجز على كل أملاك ​الدولة اللبنانية​ في الخارج: مباني سفارات، طائرات، وغيرها..

وفي الداخل، كيف يمكن للمصارف اللبنانية المكتتبة في سندات اليوروبوند داخلياً وخارجياً ان تصمد؟

ألن تنهار هي بدورها وتنهار معها ودائع الناس؟

كيف للشعب وللثوار ان يثقوا بمن يديرون أحوالهم وأمورهم ومؤتمنون على أموالهم وأرزاقهم وهم يتدربون بهم وليست لديهم الخبرات حتى في إدارة بيوتهم...

نحن في الإنهيار والبلد الى جوع وفقر وقلة... وفوضى... ومشهد مصرف يحترق في ​وسط بيروت​ قد يكون النموذج الخطير لما هو آتٍ.

***

أما الباقي ف​تفاصيل​... أبشع ما في التفاصيل خطط ممجوجة.. لنواب فقدوا كل مصداقية ولم يبق فيهم إلا صوت نشاز يذكر ببوسطة عمرها مئة سنة ولم يبق فيها إلا الزمور.