تؤكد اوساط علمائية شمالية بارزة وكان لها دور مع نائب شمالي في تأمين "عبور" رئيس ​الحكومة​ ​حسان دياب​ "الآمن" الى ​دار الفتوى​، ان هذا العبور أتى بعد جهود بذلتها من جهتها مع دار الفتوى والمفتي ​الشيخ عبد اللطيف دريان​، بينما تولى النائب الشمالي ترتيب الامور مع دياب.

وتشدد الاوساط على ان السُنّة في ​لبنان​ يشعرون حقيقةً، أن دياب فُرض عليهم، وانه قبل نيله الثقة الحكومية وقبل تكليفه بتاليف الحكومة، لم يكن يمثلهم ولا يعتبرون انه "زعيمهم" السني، واليوم وبعد نيل الثقة يؤكدون انهم غير راضين عن الطريقة التي أتى بها رئيساً، وخلافاً لرغبة ​الاكثرية​ السنية التي كانت تريد الرئيس ​سعد الحريري​. لكنهم يتعاملون معه اليوم على انه الشخصية الرئاسية اللبنانية الثالثة دستورياً وكرئيس حكومة كل لبنان، والسُنّة بحكم الموقع الذي يشغله اي ​رئاسة مجلس الوزراء​، اي انهم يعتبرونه الممر الالزامي لحماية مصالح الطائفة وشؤونها ومكتسباتها، وهو سيكون الحامي لها ولموظفيها، منعاً لأي كيدية قد يمارسها "​التيار الوطني الحر​" والوزير ​جبران باسيل​، من باب "تصفية" الحساب مع "الحريرية السياسية" وكل من يدعمه الرئيس الحريري من الموظفين الكبار والامنيين.

ولهذه الاسباب وغيرها ولا سيما الجوانب المعنوية والسياسية والتنظيمية، لا يمكن لدار الفتوى والمفتي دريان ان يكونا في موقع العداء والخصومة مع الشخصية الاولى سنياً ودستورياً، فرئاسة مجلس الوزراء هي ​السلطة​ التي ترتبط فيها كل ​المؤسسات الدينية​ كدار الفتوى وغيرها. وكل الاجراءات الادارية و​الموازنة​ وغيرها مرتبطة بمجلس الوزراء وهي غير صالحة بلا توقيع دياب عليها. وهي ليست مؤسسة "فاتحة" على حسابها. وذلك كله يحدث واقعاً لكن دريان ضمناً وفق الاوساط على غرار السُنّة والمرجعيات الدينية السنية الاخرى يشعرون، انه تم تجاوزهم في إختيار دياب وهم يريدون الحريري فقط، وهذا ما نقله المرشح المنسحب وقتها ​سمير الخطيب​ عن دريان واعلان انسحابه من السباق الحكومي من دار الفتوى قبل تكليفه رسمياً.

وبزيارة دياب ولقائه دريان بعد نيل حكومته الثقة امس ولو بصوتين سنيين فقط وفق الاوساط وهما النائبان ​فيصل كرامي​ و​عبد الرحيم مراد​، اعلن انطلاق "العلاقة المؤسساتية" الطبيعية بين ​عائشة بكار​ والسرايا الكبيرة وكرّس نفسه ببركة دار الفتوى وإن كانت "شكلية" وإلزامية إضطرارية، الا انه كرس نفسه، بعد ان وطأت قدماه السراي جزءاً من نادي رؤساء الحكومات

الفعليين، ولاحقاً السابقين وهو سيكون عضواً في المجلس الشرعي الاعلى ولو "كره الكارهون".

وتكشف الاوساط ان موقف دريان "البروتوكولي" مع دياب كان سبقه زيارة لافتة في توقيتها ومغزاها من قبل السفير السعودي في لبنان ​وليد البخاري​ الى دار الفتوى، حيث اعلن البخاري صراحة عن ان ​السعودية​ ليست راضية عن دياب وشخصه وحتى عن الحكومة وهناك تيار دولي وداخلي ضاغط لا يمكنها مواجهته. ولكن هناك غطاء دولي واقليمي لهذه الحكومة وسيتعامل السعوديون معها كأمر واقع لكنهم لن يواجهونها لبنانياً لان ليس هناك قدرة على ذلك ولا يمكن مواجهة الاكثرية في لبنان وخصوصاً "​حزب الله​" مع تعذر الادوات لذلك.

وتشير الاوساط الى ان المواجهة السعودية للحكومة ستكون خارجية ومن دون تحديد طريقة وتوقيت وكيفية هذه المواجهة!