لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في مقال للكاتب جاك شنكر بعنوان "مصير مبارك يطارد قادة مصر ويمنح الأمل لشعبها"، إلى أنّ "خلال ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 2011، قطع النظام السلطوي للرئيس المصري السابق ​حسني مبارك​ شبكة الإتصالات، في محاولته المستميتة للتشبث بالسلطة".

وأوضحت أنّه "كان واضحًا عندما هرب رجال الأمن في المساء من مواقعهم واندلعت النيران في مقرّ حزبه، أنّ نظام حسني مبارك الّذي قبض على السلطة أكثر من 30 عامًا، قد وصل إلى نهايته المشينة ، ينما نقلت تقارير أنّ زوجته سوزان قضت آخر ساعتين لها في القصر الرئاسي تصيح في الضباط والحرس المرافقين، قائلة "هل تعتقدون أنهم سيأتون إلى هنا"؟ وبينما كانوا في طريقهم إلى المروحيّة العسكريّة للإنتقال إلى ثكنة تابعة للجيش بكت وترجّت الحراس، قائلةً "أرجوكم لاتتركوهم يدخلون"، مشيرةً إلى المتظاهرين".

وركّزت الصحيفة على أنّ "بوفاته عن عمر يناهز 91 عامًا، من المهم أن نفكّر في العلاقة المعقّدة بين نظام الديكتاتور الراحل ونظام الرئيس المصري ​عبد الفتاح السيسي​ اليوم"، مشيرةً إلى أنّ "أحد أهمّ الجوانب هي أنّ كلا النظامين متشابك وإلى حدّ بعيد مع جهات خارج الحدود المصرية، فمبارك كان صديقًا شخصيًّا لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة ​هيلاري كلينتون​ ورئيس الحكومة البريطانية السابق ​توني بلير​، واستضاف أسرتيهما لقضاء عطلات في ​شرم الشيخ​ ليخرجا ويمتدحا شجاعة مبارك ونواياه الطيبة".

وذكرت أنّ "الأمر نفسه ينطبق على السيسي، الّذي يعتقل 60 ألف سجين سياسي ويمارس نظامه التعذيب بشكل ممنهج لدرجة أنّ منظمة "هيومان رايتس ووتش" تسمّي هذه الممارسة جريمة محتملة ضدّ الإنسانيّة، وفي الوقت نفسه نجد أنّ ​أوروبا​ و​الولايات المتحدة الأميركية​ تمدّان مصر بأسلحة بمليارات الدولارات. وفي العام 2018، عندما فاز السيسي بالرئاسة بنسبة 97 في المئة من الأصوات هنأته رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ​تيريزا ماي​ بالفوز، كما حرص رئيس الوزراء الحالي ​بوريس جونسون​ على التقاط الصور معه الشهر الماضي في مقرّ الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت".

وأوضحت أنّ "هذا التجاهل الغربي لما يجري في مصر يهدّد بإعادة البلاد إلى أسواء مراحل عهد مبارك، رغم أنّ من يقود البلاد الآن يمارس السلطة بشكل مختلف كليًّا وأكثر قسوة، فالرعب الّذي يشعر به أشخاص مثل ​سوزان مبارك​ من متظاهرين يرفضون الانصياع لخطاب الأبوة من الحاكم لايزال يجد صداه حتى الآن في القصر الرئاسي"، مشيرةً إلى أنّ "حسني مبارك قد مات، لكن الخوف من مصيره لا يزال حيًّا في أنفس من جاؤوا بعده".