شبّه النائب ​نعمة افرام​ وضعيّة المواطنين ال​لبنان​يين "كأنّهم يعيشون اليوم لحظات نهاية الأزمنة في ظلّ القلق على الحاضر وفقدان الأمل ب​المستقبل​ مع وجع كبير على مستوى حياة الانسان في لبنان". وأكّد أن "الرابح في بلدنا لا يأخذ كل شيء والخاسر أيضاً لا يخسر كل شيء، فهل يجوز لأيّ فريق سياسي أن يعتبر نفسه خاسراً إذا التحق ب​منظومة​ دولة قادرة وعادلة ومنتجة"؟.

وفي مقاربة إعلاميّة له حول برنامجه" لبنان الأفضل" وتحت عنوان "حياد لبنان بين الانتاجيّة والمناعة: أي خيارات"، اكد انه "لا سبيل للبنان إلاّ أن يكون ساحة للتلاقي وليس للصراع، كما يجب التعلّم من الانهيار الذي نعيشه ومن التجارب على مرّ التاريخ، أنّه في النهاية لا مفرّ من التلاقي والاتفاق على التزام الحياد". واوضح انه "مع إقامة دولة لبنان الكبير تهيّأ النموذج لحياد لبنان، وجاء ميثاق اللا شرق واللا غرب لاحقاً ليشكّل إعلاناً أوّليّاً ومبكراً وصريحاً لحياد لبنان بكل ما للكلمة من معنى. وبرأيي، لا إمكان لحياد حقيقي إن لم يكن مسلّحاً، ومن هنا الترابط بين الحياد المسلّح والاستراتيجيّة الدفاعيّة".

أضاف:" دور ​الشعب اللبناني​ يأتي في ​الانتخابات النيابية​ المقبلة في وضع رؤية واضحة لاستقرار لبنان في المئوية الثانية. الاستقرار المرتبط بانتهاجه الحياد الإيجابي استناداً إلى طبيعة نسيجه المجتمعي المركّبة، وهو حياد مسلّح وقويّ ضمن استراتيجية دفاعيّة واضحة تنطلق من مفهوم ​الأمن​ القومي الشامل. واقصد أمننا القومي الذي يتكئ من جهّة على امتلاكنا سلاحاً قويّاً رادعاً حيث التكامل أساسي بين قيام حرس حدود لامركزي مع الإبقاء على ​السلاح​ الردعي والهجومي مع ​السلطة​ المركزيّة، ومن جهّة ثانيّة على ​اقتصاد​ منتج في ​الصناعة​ و​الزراعة​ و​السياحة​ والخدمات، مع بيئة نظيفة وبنى تحتيّة مؤهّلة، وأيضاً على الثقافة و​العلوم​ والصحّة والسكن والحماية المجتمعيّة ما يقوّي مناعة لبنان".

واكد "أنّنا لا نستطيع العيش في لبنان افتراضي ولا يجوز الاستمرار على النهج عينه. علينا أن ننطلق من لبنان الواقع على علاته نحو لبنان الأفضل، ومن يرفض واقع لبنان المركّب يكون يفضّل المكوث في لبنان الافتراضي وهذا يضرّ بلبنان. ولنتّفق: الرابح في بلدنا لا يأخذ كل شيء والخاسر أيضاً لا يخسر كل شيء، فهل يجوز لأي فريق سياسي أن يعتبر نفسه خاسراً إذا التحق بمنظومة دولة قادرة وعادلة ومنتجة؟".

واشار فرام الى اننا "على مفترق طرق ونعيش اليوم مخاضاً عسيراً، ومسؤوليّة الوصول إلى لبنان أفضل تقع على عاتق الشعب اللبناني و​الثورة​ وكل سياسي مؤمن بفكرة لبنان بلد للسعادة والنموّ والازدهار. والوجع الذي نعيشه اليوم يجب أن يدفعنا إلى الاتفاق على ان حياة ​الإنسان​ وكرامته وسعادته هي أولويّة. لقد باتت الطبقة السياسية تدرك أنّ من منحها الثقة سابقاً سيتخلّى عنها وخصوصاً بعد ثورة 17 تشرين، إن لم تعد النظر بالأولويات. وهنا يجب أن نتوصّل إلى اقناع المجتمعين العربي والدولي بحيادنا ليقفوا إلى جانب عملية الإنقاذ. لا بل أكثر، علينا دفعهم إلى التزام تحييدنا عن كل الصراعات. وإذا لم نذهب إلى خيار الحياد، فأيّ خيار آخر هو كارثي".