فضلاً عن موقفه من ضرورة إعادة ​الحكومة اللبنانية​ للمغتربين اللبنانيين الراغبين بالعودة هرباً من الفظائع التي يرتكبها يومياً ​فيروس كورونا​ في دول العالم، أراد الأمين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ من إطلالاته الأخيرة توجيه رسالتين أساسيتين، الأولى للحكومة ومكوناتها والثانية للمصارف.

فإذا توقفنا عند التوقيت الذي جاءت فيه إطلالة نصرالله، تُفهم معالم الرسالة الأولى، وهنا يقول المطلعون على موقف حزب الله، إن السيد نصرالله أطلّ بعد ساعات من موقف رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ الذي هدد به بتعليق تمثيله في الحكومة إذا لم تتحرك الأخيرة وتتخذ قراراً في جلسة اليوم، يقضي بإعادة المغتربين اللبنانيين فوراً ومن دون إنتظار مهلة الثاني عشر من نيسان المقبل، وبعد ساعات ايضاً على موقف رئيس تيار المرده الوزير السابق ​سليمان فرنجية​ الذي هدد أيضاً بإستقالة وزيريه من الحكومة على خلفية ملف ​التعيينات​، وهنا يضيف المطلعون على موقف الحزب، "لقد أطل الأمين العام للحزب كي يقطع الطريق على كل هذه التهديدات وكي يقول لمكونات الحكومة كفى تهديداً لأن الحكومة باقية وضرورية في هذه الأزمة التي يعيشها لبنان بسبب كورونا والوضعين المالي والإقتصادي. وبالنسبة للمشكلة التي نتجت بين بري ورئيس الحكومة ​حسان دياب​، وكأن السيد نصرالله أراد أن يقول ولو بطريقة غير مباشرة، لقد تمت تسوية الخلاف بين الرجلين، إذ تحقق ما يطلبه بري لناحية قرار الحكومة بشأن المغتربين ولكن بشروط دياب الخائف على تفشي كورونا في لبنان وإنهيار المنظومة الإستشفائية إذا أعدنا اللبنانيين من دون تدابير وقائية وكانت في صفوفهم إصابات كثيرة.

أما الرسالة الثانية التي قصد السيد نصرالله توجيهها الى جمعية ​المصارف​، فيرى المطلعون على موقف الحزب أنها لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وهي تأتي من ضمن مسار تصعيدي ضد المصارف بدأ نصرالله بإعتماده في إطلالاته الأخيرة للتحذير من إنفجار إجتماعي إذا إستمرت المصارف بحجز أموال صغار المودعين، وفي هذا السياق تكشف المصادر المواكبة للـ"النشرة" بأن الأمين العام لحزب الله ستكون له إطلالة قريبة وتحديداً خلال الأيام العشرة المقبلة، وفيها سيرفع سقف خطابه أكثر فأكثر بوجه جمعية المصارف، كل ذلك بهدف تحرير ما يمكن تحريره من حسابات مصرفية لصغار المودعين لأن التعبئة العامة التي ستطول بسبب كورونا، وهذا ما هو مرجح، ستجعل هؤلاء المودعين يحتاجون أكثر فأكثر الى ودائعهم المحجوزة في المصارف أكانت ب​الليرة اللبنانية​ أم في ​الدولار​ الأميركي.

بالنسبة الى التصعيد المرتقب ضد المصارف والذي ستشهده إطلالة نصرالله المقبلة، هنا تتوقف قراءة المطلعين على موقف الحزب، فالموقف الذي سيصدر مرتبط بالتطورات وبسلوك المصارف خلال هذه المرحلة، وهل ستقدم حقاً التسهيلات للمودعين كما تعد، أم أن وعودها ستبقى بمثابة شيكات من دون رصيد، لذلك الموقف سيكون إبن ساعته، وبناء على التطورات، سيبنى على الشيء مقتضاه.