لم يكن الوقت الذي قضاه ال​لبنان​يون في الخارج سهلا في ظلّ أزمة كورونا التي عصفت بالكرة الأرضيّة وشلّت الحركة فيه... أمس عادت الدفعة الاولى من المغتربين على متن طائرات قادمة من ​الخليج​ وتحديدا من السعوديّة و​أبو ظبي​ في ظلّ إجراءات مشددة فرضتها وزارة الصحّة اللبنانيّة بدءاً من صعود الركاب الى الطائرة مروراً بوصولهم الى ​مطار بيروت​ واجراء فحص PCR وصولا الى أماكن الحجر في ​الفنادق​ التي خصصت لهم.

يثني ​اللبنانيون​ العائدون على الاجراءات التي اتخذتها وزارة الصحّة طيلة الرحلة الى حدّ أنهم يقولون "ربّما هي المرّة الأولى التي نشعر فيها بأن هناك دولة تسهر على مواطنيها". وهنا يروي مروان الاسمر وهو أحد العائدين من السعوديّة والتي مكث فيها شهراً الى أننا "كنا ننتظر هناك أن يرفعوا حظر التجوّل حتى نخرج للتبضع لنعود ونبقى في المنازل"، مشيراً الى أننا "كنا في ​اتصال​ دائم مع القنصل هناك زياد رياشي و​السفارة اللبنانية​ وساعدونا بشكل كبير"، مؤكدا أن "الطريقة التي عوملنا بها تدل على إهتمام لبناني بالجالية اللبنانية في الخارج".

بدوره فراس بخّاش أيضا القادم من ​السعودية​ رأى أن "التنظيم أثناء وصول الطائرة الى ​المطار​ كان جيّدا ولكن لا حظنا الذعر الواضح على القوى الامنيّة هناك وعلى الطاقم الطبي"، مثنياً على "عمل الفريق الطبي الذي رافق الرحلة من السعودية الى لبنان والذي كان يتعامل بمهارة عالية مع المسافرين".

يعود مروان الاسمر ليشير الى أنه "أجرى في 17 آذار فحص PCR في السعودية وجاءت النتيجة سلبيّة وعندما وصلت الى مطار بيروت كان ​وزير الصحة​ هناك وطلب اعادة الفحص للاطمئنان أكثر". في حين أن فراس بخاش أكد أنه "اراد اجراء الفحص في ​الرياض​ الا ان السلطات هناك أكدت أنه اذا لم يكن هناك عوارض فلن نسمح بذلك"، مضيفا: "المشكلة أيضا أن كل الاجراءات التي وضعتها ​الدولة اللبنانية​ لم يبلغنا بها احد لناحية وجوب اجراء الفحص مسبقا والا لا يمكننا الصعود الى الطائرة وغيره وحتى عندما ذهبنا لحجز تذاكر السفر لم يخبرونا اي شيء".

"​وزارة الصحة​ اتّخذت اجراءات وقائيّة حتى بعد وصولنا وفنادق العزل خطوة مهمة جداً لحين صدور نتائج الفحوصات". وهنا يشير بخاش الى أن "صعود المسافرين الى الحافلات التي تقلهم الى الفندق شهد بعض الفوضى"، لافتا الى أنه "وضع تسعة ركاب في الباص الواحد وهذا الامر ادّى الى ازدحام فيه لأنّه صغير وانتقلنا بعدها الى الفندق للعزل". أما الاسمر الذي غادر الفندق بعد التأكد من أنّ نتائجه سلبيه، سيمضي فترة الحجر التي تصل الى اربعة عشر يوما في اوتيل قريب من منزله ويعود بعدها ليجتمع باهله.

مسؤولة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة ​عاتكة بري​ التي جالت على الفنادق التي وضع فيها المسافرون فتشرح أننا "الليلة في الفندق هي لانتظار نتائج فحوصات ​الكورونا​"، لافتة الى أن "أغلب من أتت نتائجهم سلبية ذهبوا الى أماكن حجر قريبة من منازلهم أما العدد القليل من الاشخاص فذهبوا الى منازلهم حيث يكون لهم غرفتهم الخاصة ومرحاضهمالخاص بهم".

"خلال الجولة على الفندق الذي وضع فيه المسافرون لاحظت أن الناس تتمتع بوعي كبير". هذا ما تؤكده عاتكة بري، لافتة الى أننا "شددنا ان يملأوا الاستمارة وهم اصلا فعلوا ذلك في الطائرة لمتابعتهم يومياً وقد بدأنا الاتصال بهم"، مضيفة: "بالوعي الذي شعرنا به لدى المسافرين وبتعميمه على المجتمع نستطيع ان ننجو".

نجحت ​الحكومة​ في تحدّي اعادة بعض المغتربين العالقين في الخارج، واليوم تتجه الأنظار الى عودة منتظرة جديدة للبعض أيضًا وما سيكون عليه الوضع الصحي في الايام المقبلة!.