ينظّم مؤسّس ومدير "أكاديمية الفنون" الّتي تُعنى بتربية النشء على قيم الموسيقى خاصّة والفنون الراقية عامّة الأب روكز بطرس، صلاةً يوميّة مسائيّة على نيّة ​لبنان​ وشفاء أبنائه وأبناء العالم من وباء "​كورونا​"، وذلك من على شرفة منزله الكائن في أحد المباني بمنطقة ​جسر الباشا​؛ في مبادرة هي الأولى من نوعها في لبنان.

وقد بُثّت هذه الصلاة اليوميّة عبر مكبّر للصوت، وتمّ نقل التراتيل الخاصّة وقراءات من ​الكتاب المقدس​ والبركة الختاميّة إلى مختلف الأبنية المجاورة، بحيث تشارك فيها معظم قاطنيها كلّ من على شرفة منزله. كما تمّ نقل الصلاة في الوقت عينه عبر صفحات وسائل التواصل الإجتماعي للبعيدين من أبناء المنطقة، وللمؤمنين في العالم ولا سيما اللبنانيّين منهم في بلاد الإنتشار الراغبين بالإنضمام عبر الصلاة إلى ذويهم المقيمين. وتضمّنت الصلاة تلاوة المسبحة للسيدة العذراء،كما يتم تخصيص يوم الجمعة من كلّ أسبوع لرتبة ​درب الصليب​ الخاصة بزمن ​الصوم​.

في هذا الإطار، أوضح الأب بطرس "أنّنا أطلقنا هذه المبادرة منذ إعلان ​الحكومة​ التعبئة العامة، حيث بات متعذّرًا على المؤمنين الحضور إلى الكنيسة، فقمنا باستعادة زمن ​المسيح​يّين الأوائل حيث كانوا يجتمعون متّحدين بالصلاة في منازلهم ومقرّ إقامتهم الّتي حوّلوها إلى كنائس".

ولفت إلى "أنّنا قد انطلقنا بهذه المبادرة فور إعلان ​الحجر المنزلي​ العام بشكل عفوي، وأسعدنا أنّها أتت تجاوبًا مع نداء ​البابا فرنسيس​ لاحقًا إلى الكهنة والرعاة الكنسيّين ليكونوا خلّاقين في تأكيد قربهم وحضورهم إلى جانب أبنائهم في هذه الظروف الدولية القاسية والفريدة من نوعها".

وركّز على أنّه "قد هزّني مشهد رأس الكنيسة وحيدًا ليلة 27 شباط الماضي وهو يبارك بجسد المسيح مدينة روما والعالم من على مدخل بازيليك القديس بطرس، هامة الرسل، تحت المطر ووسط قرع الأجراس وأصوات صفارات الإنذار الّتي تنقل المصابين بوباء "كورونا" إلى ​المستشفيات​، فأدركت حينها كم أنّ وطننا والعالم بحاجة إلى شفاعة السماء لدرء أخطار وتداعيات هذا الوباء عن أبناء الأرض".

وعن تجاوب أبناء المنطقة مع هذه المبادرة، أشار إلى أنّ "كلّ منزل من منازلنا بات كنيستنا الصغيرة، فيها تجتمع كلّ عائلة وقد توطّدت الروابط أكثر فأكثر بين مختلف أفرادها ومن الأعمار كافّة فاتّحدت بالصلاة. وهي أقوى الروابط الإنسانيّة"، مشدّدًا على أنّ "هذا الأمر يكفي لوحده لتأكيد بشرى قيامة لبنان والعالم من ثقافة الموت، وما خلّفته من آلام فرديّة وجماعيّة ومن عوامل تفرقة وتباعد".