للنبطية ميزة عن غيرها من المدن حيث تبرع بحلوياتها الرمضانية التراثية القديمة الموروثة عن الاجداد والاباء، وما زالت تزين السفرة بعد الافطار وفي مقدمتها القطايف بالجوز او بالقشطة والمدلوقة والمفروكة وكنافة الجبن وغيرها من الحلويات الشرقية والغربية.

عائلات عريقة في ​النبطية​ تربعت على عرش صناعة الحلوى لا سيما الرمضانية ومنها لمعت عائلات ابو شقرا، الديماسي، الامين، جابر، سعد، صفا، بدر ​الدين​، وغيرها. ويعتقد البعض أن حي السراي في النبطية (وهو أقدم أحياء المدينة) شهد صناعة القطايف وتعلمتها النسوة في البلدة ممّن قدمن من ​فلسطين​، ومن ثم اتقن الحلونجي صناعتهاوزاد عليها اصنافا اخرى رمضانية وورث الابناء المهنة عن الاباء وطوروها وتفننوا في صناعتها.

في هذا السياق، رأى الحلونجي علي بدر الدين، في حديث مع "​النشرة​"، ان "حلويات رمضان في النبطية هي الافضل والاحسن والاطيب من كل المناطق، وكان في السابق مواطنون ورجال اعمال يقصدوننا لحجز انواع من حلويات رمضان"، مشيراً إلى أن "اليوم الوضع مختلف في ظل ازمة ​الكورونا​ ونتائجها الاقتصادية والمعيشية الضاغطة،فبالكاد نرى الاهالي في النبطية يشترون الحلويات،وفي حال قاموا بذلك تكون الكمية قليلة تقتصر على دزينة او نصف دزينة فالوضع صعب علينا وعليهم ونحن من هذه ​البيئة​".

أما علي بكور فاعتبر ان "للحلويات الرمضانية في النبطية أربابها الذين توارثوا احترافها، اباً عن جد، هؤلاء أكسبوا صناعة صنف معين من الحلويات مكانة خاصة في الأوساط اللبنانية، بحيث أصبحت حلوياتهم زينة الضيافة المحلية التي لا غنى عنها مهما تنوعت المائدة أو تعدّدت أصنافها"، مشيراً إلى أنه "لكل صنف حكايته التي ترتبط بسيرة من يجيد اختصاصه، ابتداء من الكنافة بالجبن مرورا بالقشطة والمعمول بالقشطة أو بالجوز الى المعكرون والمشبّك وليس انتهاء بحلاوة الجبن، كما انه تبرز في رمضان صناعة عصائر "الليمون" وماء الورد وتمر الهندي والجلاب والليموناضة حيث يفترش بعض الباعة جوانب الطرق لبيع منتجاتهم لكن بعد منع التجول يعودون الى البيوت ولمّا يكسبوا بعد بدل التعب".

وبالتالي، لجأ المواطنون بسبب غلاء الأسعار إلى تحضير الحلويات في المنزل. ولفتت السيدة سعاد بيطار إلى انها تصنع القطايف في بيتها لان ​الاسعار​ مرتفعة وليس بمقدور عائلة مؤلفة من 7 اشخاص ان تشتريها". أما السيدة رقية سعيد فرأت أن "غلاء الأسعار ناجم عن ارتفاع ​سعر الدولار​ اضافة لجشع بعض التجار".