ذكرت صحيفة "المدى" ​العراق​ية بأن لجنة ​النفط​ و​الطاقة​ البرلمانية تعتزم استضافة وزير النفط إحسان عبد الجبار خلال الأيام القليلة المقبلة على خلفية زيارته الأخيرة إلى العاصمة ​بيروت​، وتعهده بتصدير النفط الأسود إلى ​لبنان​ مقابل استيراد المواد الزراعية والصناعية.

ولفتت الصحيفة العراقية الى ان هذه الزيارة التي لاقت رفضا قاطعا من أوساط سياسية متعددة تهدف إلى منح ​الحكومة اللبنانية​ امتيازات و​مساعدات​ مالية للتخلص من أزمتها ​الاقتصاد​ية الخانقة، بحسب النائب السابق حسن العلوي.

وقال حسن العلوي السياسي والنائب السابق، بحسب الصحيفة، بأن "الجماعة (في إشارة للوفد العراقي الذي زار لبنان مؤخرا) يريدون منح لبنان امتيازات عجيبة تتمثل في مساعدات مالية، ومنح البضاعة اللبنانية الأولوية، مقابل قيام اللبنانيين بتصدير مواد زراعية كالخضار والأطعمة إلى العراق".

وعبر العلوي الذي كان برفقة الوفد الحكومي عن استغرابه من هذه التنازلات للبنانيين قائلا "هل يعقل أن يستورد العراق من لبنان هذه المواد، وهل لبنان فيها قرار أو فيها دولة، أو فيها مركز؟". ولفت الى ان "لبنان مجموعة من الأحزاب و​الطوائف​".

وضمَّ الوفد الوزاري العراقي الذي زار العاصمة بيروت الجمعة الماضية كلاً من وزير النفط احسان عبد الجبار، و​الزراعة​ محمد كريم الخفاجي، التجارة علاء الجبوري، والتقى برئيس الحكومة اللبنانية ​حسان دياب​ وبحث معه إمكانية تصدير النفط العراقي إلى لبنان مقابل استيراد منتجات زراعية وصناعية.

ويقول العلوي انه "تشاجر مع الوفد العراقي الذي كان متواجدا في بيروت، وطلب منهم عدم منح اللبنانيين أي شيء"، معتبرا ان "العراقيين أولى بهذه الامتيازات من غيرهم استنادا للفقر والجوع الموجود، وأن اللبنانيين أكثر رفاهية من أبناء الشعب العراقيين، ومعدل دخلهم أعلى وافضل"، بحسب قوله.

من جهته، اكد وزير النفط احسان عبد الجبار، الجمعة الماضية، أن الوفد الوزاري العراقي ناقش مع رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب آليات تصدير النفط العراقي إلى لبنان ومدى إمكانية تفعيل هذا القطاع.

في هذه الأثناء، قال عضو في لجنة النفط والطاقة البرلمانية أن لجنته "ستستضيف وزير النفط للاستماع منه عن هذه الزيارة المفاجئة إلى بيروت"، مؤكدا ان "البرلمان لا يمتلك معلومات دقيقة عن هذه الزيارة وأهدافها".

وتساءل عضو اللجنة البرلمانية الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"المدى" "لماذا اختارت الحكومة لبنان للاتفاق معه على تصير النفط واستيراد البضائع؟"، مبينا أن "لبنان يمر في الفترة الحالية بأزمة اقتصادية كبيرة وخانقة".

بدوره انتقد محمد الدراجي، عضو اللجنة المالية البرلمانية وجود النائب السابق حسن العلوي ضمن الوفد الحكومي الذي زار لبنان مؤخرا، متسائلا "كيف لشخص صحفي أن يتواجد مع وفد رسمي ويحضر المفاوضات؟".

واستغرب الدراجي في تصريح لـ"المدى" من "لجوء ​الحكومة العراقية​ إلى لبنان للتبادل التجاري معه"، مؤكدا أن "لبنان لديه أزمة مالية خانقة أدت إلى عدم استخدامه للدولار، مما يصعب عملية التسديد للعراق حتى ولو كان بأسعار مخفضة".

واوضح الدراجي ان "التوجه إلى لبنان أمر غير صحيح من عدة اعتبارات الأول بعده الجغرافي، واقتصاده غير قوي لا يمكن أن يصل إلى مستوى ​المانيا​ أو ​الصين​"، داعيا إلى "ضبط الواردات العراقية في هذه الفترة لمواجهة ​الأزمة​ الاقتصادية".

وراى النائب المستقل أنه "من المفترض على الحكومة أن تشجع الزراعة و​الصناعة​ مع تقليل الاستيراد الزراعي مع المحافظة على ​الدولار​"، معتقدا ان "منح النفط الأسود إلى المصافي العراقية لإعادة صناعته لإنتاج ​الوقود​ المحلي أفضل بكثير من منحه إلى لبنان".

وتعرض الوفد الوزاري العراقي الذي اجتمع مع نظيره اللبناني، يوم الجمعة الماضي (3 تموز 2020) إلى هجوم من متظاهرين في لبنان أثناء تواجده مع وزراء من الحكومة اللبنانية في احد ​المطاعم​.

ودفعت الأزمة المالية وانهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية وتداعيات أزمة جائحة فايروس ​كورونا​ حكومة ​مصطفى الكاظمي​ إلى مراجعة ال​سياسة​ المالية في العراق من اجل تجاوز الضائقة المالية التي تهدد الاقتصاد العراقي.