لفتت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائبة ​ستريدا جعجع​، بعد افتتاح 4 مواقع أثريّة في ​وادي قاديشا​، إلى "أنّنا موجودون هنا اليوم في حدث الجبة بحضور ورعاية البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، رأس ​الكنيسة المارونية​ وسليل البطاركة المقاومين القدّيسين الّذين عاشوا في هذا الوادي المقدّس، وصمدوا فيه على مدى 400 سنة، دفاعًا عن الوجود والإيمان والحريّة، وحفاظًا على الكيان ال​لبنان​ي".

وأشارت إلى أنّ "في هذا الوادي، يرقد سبعة عشر بطريركًا يمثّلون ذخيرة مباركة لنا وللأجيال المقبلة. إنّهم بطاركة آمنوا بربّهم وبشعبهم وبأرضهم موئلًا للحريّة والحقّ والكرامة، وناضلوا في سبيل هذه الأرض، ولولاهم لما كنّا موجودين هنا وسنبقى هنا مع أحبارنا الكبار وعلى رأسهم البطريرك الراعي، الّذي صدح صوته عاليًا عندما شعر بالخطر يحيط بوطنه ورعيّته، واضعًا النقاط على الحروف، مطالبًا المسؤولين وبكلّ وضوح بفكّ الحصار عن الشرعيّة والقرار الوطني الحر في لبنان، لأنّه لا خلاص من دون دولة فعليّة سيّدة حرّة مستقلّة، وبإعادة لبنان إلى حياده التاريخي الّذي لولاه لما كان لبنان".

وركّزت جعجع على "أنّنا هنا اليوم في وادي قاديشا وادي القديسين، الشاهد الحي على صمود كنيستنا وشعبنا، فمن رحم المعاناة ومن صلب الايمان، بنى الموارنة وطنًا جميلًا، وطن الرسالة كما سمّاه البابا القديس ​يوحنا بولس الثاني​، فكان لبنان وسيبقى منارةً للشرق". وأكّدت أنّ "من واجبنا الوطني كنواب ومسؤولين، تحويل هذا الوادي المدرج على لائحة التراث العالمي، إلى معلم سياحي ديني عالمي لجميع اللبنانيّين، وليس لأهلنا في القضاء فحسب. إنّنا نطلق اليوم ​السياحة​ الدينيّة من بابها الواسع، ليبقى أهلنا متجذّرين في أرضهم محافظين عليها وعلى كرامتهم". وذكرت أنّ "تحويل هذا الوادي إلى معلم سياحي ديني عالمي يُضاهي المعالم السياحيّة العالميّة بمعاييره العالية، سيكون مثالًا ونموذجًا للنضال والتجذّر والإيمان و​المقاومة​، الّتي نحن اليوم في أمسّ الحاجة إليها في هذه الظروف السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والنقديّة الصعبة الّتي يمرّ فيها وطننا الحبيب لبنان".

وأكّدت "أنّنا لن نترك أرضنا، ارض أجدادنا، وسنبقى في لبنان الّذي بذلنا من أجله أغلى الشهادات والتضحيات حتّى نحقّق أحلامنا. مع البطريرك الرعي سنُكمل نضالنا ومقاومتنا وصمودنا حتّى نبني دولةً سيّدةً حرّةً مستقلّةً للمسلمين والمسيحيين، دولة يطمئنّ إليها الإنسان في لبنان وتوفّر له حقوقه، وإلى أي فئة أو طائفة انتمى".

كما بيّنت أنّ "المشاريع الأربعة الّتي افتتحناها، تمثّل البداية لتحويل الوادي إلى معلم سياحي ديني عالمي، وهي: درب بشري الوادي - كنيسة مار يعقوب المقطع، محبسة مار سمعان الأثريّة - بقرقاشا، درب ​بزعون​ الوادي مع ساحة صغيرة، وطاحونتا مياه أثريتان في حدث الجبة. هذه المواقع ترمز بشكل معبّر إلى تاريخنا المسيحي واللبناني، وقد بلغت كلفة ترميمها الإجمالية نحو نصف مليون دولار أميركي". ولفتت إلى "أنّنا نؤكد زميلي ​جوزيف إسحق​ وأنا لأهلنا في ​قضاء بشري​، أنّنا مستمرّون في مشروعنا- الحلم يدًا بيد، وعلى رأسه البطريرك الراعي والرهبانيّتان المارونيّتان اللبنانية والمريمية، لنحوّل الوادي المقدّس إلى قِبلة لجميع السياح في لبنان والعالم"، مشيرةً إلى أنّ "لأهلي الأعزاء في بلدة ​حدشيت​ و​وادي قنوبين​، فأقول لهم: الأرض أرضكم ولن ينتزعها منكم أحد. دعونا معًا ويدًا بيد، نحافظ عليها قيمة تراثيّة وروحيّة ونضاليّة فريدة، وفي الوقت نفسه مصدرا للرزق والعيش الكريم".

وأعلنت جعجع أنّ "في هذه المناسبة، لا بدّ أن أجدّد بشرى إطلاق المرحلة الثانية بتأهيل وترميم خمسة مواقع أثريّة روحيّة، تقع ضمن نطاق بلدة حدشيت المطل على الوادي، وهي: كنيسة مار بهنام، دير مار سركيس، ​دير مار شليطا​، دير مار يوحنا، وكنيسة القديسة شمونة. وقد تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين وقف حدشيت ومؤسّسة "جبل الأرز" الّتي ستتولّى تنفيذ إعادة الترميم الّذي تصل كلفته إلى نحو 400.000 دولار أميركي".