ترأس البطريك الماروني ​مار بشارة بطرس الراعي​ الذبيحة الإلهية لمناسبة عيد ​مار شربل​ في دير مار حوشب في ​بقاعكفرا​، واعتبر الراعي في كلمة له بالمناسبة أن "القديش شربل يتلألأ ك​الشمس​ في ملكوت السماء، ونحن اليوم نستشفعه من أرضه لكي يمنحنا الله بشفاعته نعمة الأمانة لرسالتنا، لكي نعطي سنابل العطاع في عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا".

ورأى البطريرك الراعي أنه "يعلمنا ​القديس شربل​ أن نكون زرعا جيدا، نحافظ على ذاتنا ك​لبنان​يين أولا وكمسيحيين ثانيا وكمسلمين ثالثا على مختلف طوائفنا وذاهبنا وانتماءاتنا، حقيقة واحدة هي أننا زرع جيد وأرادنا الله ذلك، القديس شربل أصبح قديسا عالميا وصار للجميع بكل بقع الأرض ويتكلم لغة كل الناس ويفهم جميع لغاتهم، وكلنا نزول، أما القديس شربل فلن يزول إسمه بل يتغلغل عبر التاريخ، وهذا هو السر العظيم الذي أراده الله بكل إنسان".

وأوضح أنه "فينا رجاء كبير أن القديس شربل لن يترك لبنان، ومن غير الممكن أن يترك لبنان لأنه الوطن الذي أحب، وهذا يدعونا لأن نتمثل بمثله وأن نكون زرعا جيدا، ونتكلم عن نظام الحياد الناشط والفاعل، والبعض لم يفهمه، انظروا إلى مار شربل، إنه عاش الحياد بكل مفاهيمه، عاشه لأنه عاشه لربه ولكل الناس، لم يعاد أو يخاصم أحدا، عاش الحياد خدمة لكل الناس، وعندما نقول أن لبنان مدعو، بحكم طبيعته وتنوعه، بسبب هذه الطبيعة لا يمكن إلا أن يكون نظامه حياديا ناشطا فاعلا بخدمة كل الشعوب، ليس الموضوع سياسيا أو طائفيا أو حزبيا أو فئويا بل في الأساس موضوع روحي أخلاقي يصدر من أعماق طبيعة ​الإنسان​ وطبيعتنا اللبنانية".

وقال البطريرك الراعي: "ليدرك ​اللبنانيون​ أن سعادتهم وباب خلاصهم واحد هو نظام الحياد الناشط والفاعل، وهذا جمال لبنان أن يكون صديق كل الشعوب والدول وجسرا وعطاءا، وأي بيت تدخل إليه ترى شعب يحبك، والأجانب يحبون لبنان لأنه سخي ومعطاء، وهذا هو مفهوم الحياد الذي نتكلم عنه، لنعيشه على مستوى الوطن، ليكون حقا ودائما كما كان وطنا منفتحا على الجميع يعزز ​السلام​ والإستقرار والأخوة والعدالة وحقوق الإنسان والحريات، وأود أن نصوغ كلامنا صلاة نرفعها إلى الله لكي يدرك اللبنانيون ما يعني غنى هذه الكلمة والنظام لأنه فيه شرف اللبنانيين ونموذجهم".