أشار وزير خارجية ​فرنسا​ ​جان إيف لودريان​ بعد زيارته وزير الخارجية ​ناصيف حتي​ إلى أنه "سعيد للغاية لتواجدي معكم اليوم في هذا المكان وتوجهي للبنان للمرة الثانية بصفة رسمية بتوجيهات من الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، وسبب وجودي هنا تأكيد استمرار دعم فرنسا للبنان وهناك رابط خاص بين البلدين وتاريخ مشترك والعيد الـ100 لإعلان دولة لبنان الكبير".

وأكد الوزير الفرنسي أنه أتى إلى لبنان ليحمل رسالة للبنانيين، "الوقت حرج للغاية ولبنان في وضع حرج جدا، ​الأزمة​ الإقتصادية تعصف بهذا البلد، نود أن نتجاوز الأزمة وأنا هنا لتأكيد إصرار فرنسا بالإستمرار بالوقوف إلى جانب ​الشعب اللبناني​ خاصة في ظل هذه الأزمة العصيبة"، مشددا على أن "الحلول لإستعادة عافية لبنان معروفة منذ فترة طويلة جدا، واقترحتا مع سيدر عقد ثقة مقابل مشاريع تطوير، وحاجة الإصلاحات يتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني".

واعتبر أن "الشعب اللبناني أعرب بقوة عن تطلعاته الشعبية في تحركات 17 تشرين الماضي وعبر اللبنانيون عن طلبهم لمكافحة الهدر و الفساد ولم تسمع إستجابةً للمطالب الشعبية حتى اليوم، لقد أصبح من الملح والطارئ والضروري الإصلاح وهذه هي الرسالة التي أتيت لأخبرها للبنان، وهي ليست تطلعات فرنسا فحسب، بل هي تطلعات الشعب اللبناني و​المجتمع الدولي​".

واعتبر أنه "نحن ليس لدينا أوهام أو بدائل عن صندوق النقدي للخروج من الأزمة، أفكر أيضا بإصلاح ​قطاع الكهرباء​ وما أنجز حتى الآن بهذا المجال غير مشجع أبدا، أفكر بموضوع ​مكافحة الفساد​ وأن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ قد أعلن عنه بقوة اليوم، ومكافحة الفساد ومحاربة التهريب والإستقلالية في ​القضاء​ وتعزيز الشفافية".

وأكد أن "فرنسا مستعدة للوقوف إلى جانب لبنان لكن يجب إتخاذ تدابير إستعادة الأمور بشكل حسي وكما قلت في ​البرلمان الفرنسي​، ساعدونا كي نساعدكم، هذا هو شعار زيارتي إلى بيروت، والرسالة التي أتيت بها إلى لبنان هي ضرورة إقامة الإصلاحات، ودعم الشعب اللبناني، لأن فرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني والإصلاحات التي يريد أن ينفذها"، موضحا أن فرنسا كانت دائما إلى جانب لبنان، فـ"في الأزمة الصحية قدمنا المساعدة للبنان عبر تسليم ​معدات طبية​ وساعدنا عدد من الدول وكان لبنان أولوية وكان متجسدا أيضا بالدعم المالي للقطاع الصحي. إن فرنسا أيضا تنشر مساعدات إنسانية ومجمل الدعم المباشر سيكون 50 مليون يورو بالإجمال وعلى السلطات اللبنانية تأمين شبكات الحماية الإجتماعية والخدمات الإجتماعية التي تكلمت فيها مع الوزير حتي".

وأوضح أن زيارته أيضا أتت لـ"تأكيد دعم الشباب وقطاع التعليم في لبنان وآلاف التلاميذ حرموا الذهاب إلى مدارسهم بسبب الأزمة، وهذه الأزمة تواجهها ​المدارس​ الفرنكوفونية، وهناك أكثر من 6000 مدرسة و300 مدرسة، وتشديدنا بطلب من ماكرون كان كاملا وخططا له، وقررنا أيضا تسريع إنشاء مؤسسة من أجل المدارس المسيحة في الشرق لتساعد المدارس الفرنكوفونية التي نؤكد على دعمنا لها".

وشدد الوزير الفرنسي على دعمه للجيش اللبناني، معتبرا أنه "سنتابع ونؤكد دعمنا للجيش اللبناني وهو العمود الفقري وفرنسا تلعب دور أساسي في الحفاظ على الإستقرار في لبنان ويدعمون ​النأي بالنفس​ من الأزمات التي تواجهها المنطقة".

من ناحية أخرى، تحدث لودريان عن موضوع النازحين، مشيرا إلى أنه "لا أستطيع أن أتحدث عن الوضع الإقليمي الصعب، لبنان يستضيف عدد كبير من النازحين، جهودنا لن تضعف بعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين إلى بلادهم، هذه هي رسالتي لكم، تأكدوا أن فرنسا ستقف دائما إلى جانب الشعب اللبناني، وعلى السلطات اللبنانية أن تؤدي دورها أيضا، "ساعد نفسك يساعدك الرب"، هو مثل فرنسي، وما أود أن أقوله هو أنه ساعدوا أنفسكم وفرنسا وشركائها سيساعدون".