استقبل البطريرك الماروني الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ في الديمان، رئيس "حزب ​الوطنيين الاحرار​" النائب السابق ​دوري شمعون​ على رأس وفد حزبي ضم نجله كميل.

ولفت شمعون الى أن الزيارة "كانت ايجابية جدا كما دائما والاجواء مع سيدنا ممتازة، خصوصا اننا نتفق معه على كل القضايا المتعلقة بسيادة لبنان واستقلاله وحياده. وعرضنا معه كيفية اعادة استقلالية لبنان التامة وازاحة كابوس استعماله حلبة او لعبة صراعات"، آملا "ان يوفق البطريرك في زياراته التي سيقوم بها الى الفاتيكان ومن بعده الى دول اخرى، لان موضوع الحياد ضروري جدا وهو كالاوكسيجين ويشكل فسحة حرية للتعاون والتواصل، لا سيما في الامور الانسانية، والاهم ان نتفق جميعنا على مستقبل لبنان الذي يليق بشعبه".

واستقبل الراعي النائبين مروان حماده وهنري حلو اللذين نقلا له "تحيات رئيس حزب ​التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​ ورئيس ​اللقاء الديموقراطي​ ​تيمور جنبلاط​"، وسلموه نسخة عن المذكرة التي حملها تيمور جنبلاط الى ​الحوار الوطني​ في بعبدا.

وعقب اللقاء، شدد حمادة على انه "لا شيء جديد تحت الشمس او بين ارز الرب وارز الباروك سوى المحبة والتقدير والتواصل، جبل واحد وطن واحد ومصير واحد"، ولفت الى أن "العلاقة بين ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ وجبهته النيابية و​البطريركية المارونية​ تمتد على مدى العصور وعبر العقود، وتبقى من اهم ركائز الصيغة اللبنانية بجمهوريتها البرلمانية وحريتها الديموقراطية وحدودها النهائية وعلاقاتها العربية والدولية، كما تكرست بوثيقة الوفاق الوطني في ​اتفاق الطائف​ وقبلها في الميثاق الوطني وفي كل وقت الدستور، الكتاب كما كان يسميه الرئيس ​اللواء فؤاد شهاب​".

ونوه حمادة بأنه "جئنا لتأكيد هذه العلاقة، هذا الرابط التاريخي بين المختارة وبكركي، الديمان اليوم، حاملين الى غبطة البطريرك اخلص واحر تحيات رئيس ​الحزب الاشتراكي​ وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط وزملائنا في الحزب والكتلة، مؤكدين للبطريرك عبر المذكرة التي حملها الاستاذ تيمور الى الحوار الوطني في بعبدا مشاطرتنا غبطته القلق على المصير في مرحلة من المصاعب والتحديات التي تتجاوز كل الحقبات السابقة في التاريخ، كما في مراحل تاريخنا المشترك ومفاصله من ابتكار وممارسة الصيغة الى الاستقلال الى المصالحة. وكما مع البطاركة التاريخيين وآخره البطريرك ​مار نصرالله بطرس صفير​. كما اكدنا تمسكنا باتفاق الطائف الذي ارتقى الى مستوى التفاهم الميثاقي والذي يولد تجاوزه مخاطر ومغامرات غير مسبوقة في الداخل ومع الخارج".

كما أفاد بأنه "توافقنا مع غبطته على استعادة النقاش حول الخطة الدفاعية وتنفيذ ​القرار 1701​ واعادة الاعتبار لقرارات الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس ​نبيه بري​ في العام 2006، والتي بقيت معظم عناوينها - باستثناء ​المحكمة الدولية​ - من دون تنفيذ، منها ​ترسيم الحدود​ واثبات لبنانية ​مزارع شبعا​. وإذ نرفض في المذكرة المقدمة الى بعبدا والمرفوعة اليوم لغبطته اعادة احياء مقولة تلازم المسارين، نطالب باجراءات حاسمة لضبط الحدود ومنع كل اشكال التهريب"، موضحاً أنه "اكدنا مع غبطته على ضرورة صياغة ​سياسة​ اقتصادية جديدة تلجم الانهيار الحاصل وتقدم مصلحة ​الشعب اللبناني​ المقهور على تصفية الحسابات الفئوية السائدة اليوم والتي تتفرج على انهيار الليرة وافقار لبنان دون ادنى معالجة، مع استمرار عبث الحكم في قطاع الكهرباء خصوصا وباصرار غريب يكبد الخزينة مزيدا من الخسائر الطائلة".

وبالنسبة لحياد لبنان، لفت إلى أنه "كنا دائما مع الحياد الايجابي الذي يعيد للدولة صلابة وحدتها الداخلية وسلامة علاقاتها الخارجية وحرية قرارها السيادي المركزي في الحرب والسلم، مع التزامنا كما البطريرك، القضايا الوطنية والعادلة وفي مقدمتها قضية وحقوق شعب فلسطين".