لفت المفتي الجعفري ​احمد قبلان​ في خطبة عيد الاضحى الى ان "عيدنا اليوم مغمّس بالعداوات والفتن التي تطوق منطقتنا منذ نحو 10 سنوات ولم تخمد ونعاني من افقار وحصار شامل في لبنان وسط أزمة اقتصادية وحيتان اسعار وسلع واحتكار وتماسيح متعطشة".

ورأى ان "قصة الحياد مستحيلة وهي غير ممكنة على الاطلاق، ولنبادر الى مصالحة تسحب فتيل التفجير من الاميركي"، مشيرا إلى ان " الفتنة تبدأ بالكلمة ولا تنتهي بها ولذلك أدعو الجميع إلى عدم السقوط في مصيدة المشروع الدولي الإقليمي الذي يضيّق الحصار على بلدنا ويحول دون قيام دولة مدنيّة التي وحدها تجمعنا وتحمينا لأنّ أيّ خطأ في حسابات البعض يعني العودة إلى الفتن والإقتتال".

وأشار إلى ان "البلد يعيش كارثة تاريخية موصوفة بكل المعايير وهناك من يناكد والبلد ينجرف بسرعة فائقة وهناك من يلعب لعبة الفتنة وقصة الحياد مستحيلة لا لأنّنا لا نريدها بل لأنّها غير ممكنة على الاطلاق فمنطقتنا مشتعلة بالحروب". وأكد انه "ما زلنا نعول على العقلاء في هذا البلد لانقاذه من السقوط".

وأضاف "جزء من الحروب في المنطقة غير بعيد عن لبنان ممّا يؤكد أن البلد في قلب العاصفة ولا يمكن أن يكون محايداً بل عليه أن يكون شريكاً فاعلاً في الدفاع عن نفسه ومصالحه وإلا أصبح فريسة سهلة المنال".

من جهة أخرى، قال: "إن الشراكة مع المسيحيين في لبنان هي ضرورة دنيا ودين وأخلاق وإيمان ووطن. من هنا أؤكد على ضرورة احترامنا لبعضنا البعض، والاستماع لهواجس بعضنا والأخذ بها، لأن لبنان شئنا أم أبينا، خط تماس دولي ملتهب، وبإشراف أمريكي، يصرّ على تطويب المنطقة وتمزيقها وصهينتها بما في ذلك لبنان، فضلاً عن تهويد القدس وإنهاء قضية فلسطين المظلومة، فيما الواجب الإلهي، وقيم العالم الإنساني، تقرّ بضرورة الدفاع عن النفس والوطن، وحماية القدس وفلسطين، وهي نفسها تقرّ بأن الصهيونية قوة احتلال وإرهاب واعتداء وتهديد لفلسطين ولبنان وسوريا ولسائر المنطقة، ولا يمكن مواجهة قوة تل أبيب الإرهابية بالندب على قتلانا، أو أن نبكي على أطلالنا، كما حصل في زمن احتلالها لبيروت، بل يجب مواجهتها بميزان رعب متصاعد، كالقوة التي هزمتها عام 2006. وعليه، نعتقد أن لبنان يعيش بمكوّنه المسلم والمسيحي؛ وعلى سياسته الخارجية وعقيدته الوطنية ألا تتجاوز حق لبنان ومصالحه وطبيعة التهديدات التي تحيط به وتتقاتل عليه. وهو ما نعنيه بمبدأ الانحياز لمصالح لبنان، والاستفادة من القوة الدفاعية الاستراتيجية التي تتشكل من الثلاثية الماسية لحماية لبنان ومنع مشاريع الاعتداء عليه".