أشار نائب رئيس ​مجلس النواب​ ​ايلي الفرزلي​، الى أنه "بعد إستقالة الحكومة، العمل بدأ لتأليف حكومة جديدة تلغي نقاط الضعف التي كانت متحكّمة بتلك المستقيلة، والتي حوّلتها الى حكومة عاجزة، مما إضّطر رئيسها ​حسان دياب​ في كتاب استقالته أن يعلن في كتاب استقالته عن افساح المجال أمام حكومة انقاذ وطني".

وفي حديث لـ"النشرة"، أكدّ الفرزلي أن "حكومة الانقاذ لها مُستلزماتها، أولًا: أن يكون رئيسها ممثلًا حقيقيًا للمكوّن الذي يُعبّر عنه كي تتأمن ظروف الوحدة الوطنية، واعلى نسبة من لم الشمل. ثانيًا: يجب أن تتألف بسرعة والاّ تخضع لنفس المعايير التي خضغت لها الحكومات السابقة من محاصصة وغيرها. ثالثًا: أن يكون برنامجها الوزاري يحمل مضمونًا واضحًا في الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تحدثت عنها مطالب ​المجتمع الدولي​، والتي هي من وجهة نظري مطالب ​لبنان​ية بالدرجة الاولى. رابعًا: أن تذهب الى اعادة الاعمار واعادة صياغة الواقع الوطني لجهة ايجاد قانون انتخابي جديد يدفع البلاد باتجاه تأسيس واقع مدني افضل، وهذا ما يجب أن نسعى اليه".

وردًا على سؤال حول امكانية وجود اتفاق مبدئي على ​الحكومة الجديدة​ دفع باتجاه ​استقالة​ دياب، لفت الفرزلي الى انه "ليس لدي معلومات عن اتفاق مُسبق، وبغض النظر عن ذلك، بمجرد استقالته كيف يستطيع ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ألا يقبل بهذا الامر، خصوصا اننا كنا أمام جلسة هيئة عامة لمجلس النواب يوم الخميس".

وعن مساءلة الحكومة وما فسّره البعض بأنه استقواء على دياب في حين لم تُساءل أي حكومة في السابق، اعتبر الفرزلي أن "هذه أزمة نظام منذ العام 1992 حيث لم تتعرض اي حكومة للمساءلة، وهذا يجب ان يصحّح في حياتنا الديمقراطية البرلمانية، ويحتاج الى اعادة نظر سواء ب​الدستور​، او في حسن تطبيق قوانين ​الطائف​ كما وردت، وكل ذلك بحاجة الى ورشة عمل".

وحول امكانية رفض ​الحريري​ لتولّي ​رئاسة الحكومة​ أو تسمية شخص من قبله، والعودة الى الدوامة السابقة، ابدى الفرزلي اعتقاده بأن "الحريري يدرك المسؤوليات الملقاة على عاتقه وهو أكبر ممثل للمكون الذي ينتمي اليه ويجب أن يعلب دورًا ايجابيا، سواءً عبر شخصه او عبر من يسميه، وبالتالي دفع الامور باتجاه الحلول".

واضاف: "يجب الاّ ننسى ان الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ عقد ​مؤتمر​ للقادة اللبنانيين ودفع الامور باتجاه ايجاد الحلول والوصول الى حكومة وحدة وطنية"، متسائلا: "كيف يستطيع هؤلاء ان يتخلّفوا عن ​تحقيق​ هذا الهدف"؟، معتبرًا انه "من المفترض ان نكون امام حكومة جديدة قبل 1 ايلول، موعد الزيارة الثانية لماكرون الى لبنان".

وحول ما تحمله زيارة وكيل ​وزارة الخارجية الأميركية​ ديفيد الى ​بيروت​ بعد ايام، شدّد الفرزلي على ان "هيل آتٍ الى لبنان لتنفيذ ارادة المجتمع الدولي، وتسويق فكرته، وبدا واضحًا من خلال مشاركة الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ شخصيًا في مؤتمر المساعدات، أن هناك ارادة دولية بمساعدة لبنان، و​ديفيد هيل​ شخصية محترمة ومسالمة".

وفي الختام، لفت الفرزلي الى أن "التدقيق المالي الجنائي لن يتعطّل، والقرار الحكومي يُدرس والحكومة الجديدة تتخذ القرار المناسب"، معتبرًا ان "التلاعب ب​الدولار​ هو مسألة سياسية"، مضيفا: "من رحم الاحزان تولد القيامة، ولا يجوز ان نبقي ثلث العاصمة تحت التراب، واليوم بيروت مدينة منكوبة ولا يمكن تركها وعلى الأقل أن نبلسم جراح الاهالي بحلٍ ما"، مشيرًا ان "المسؤولين عن الانفجار يجب أن يحاسبوا والقضية حُولت الى أعلى مرجعية قضائية في البلاد وهي ​المجلس العدلي​".