بكت أم ولم تبكوا

بكى أب ولم تبكوا

بكى عجوز ولم تبكوا

بكت عجوز ولم تبكوا

خسر والد ابنه ولم تبكوا

خسرت والدة ابنتها ولم تبكوا

خسرت ابنة والدتها ولم تبكوا

خسر ابن والده ولم تبكوا

خسر أخ شقيقته ولم تبكوا

خسرت أخت شقيقها ولم تبكوا

ترمّلت نساء ولم تبكوا

فقدت عائلات مصدر رزقها ولم تبكوا

دُمِّرت منازل، تشرّدت عائلات، مات مئات وجُرح آلاف ولم تبكوا.

أحياء بكاملها لبست السواد ولم تبكوا.

أي نوع مِن الوحوش أنتم؟ لم أسمع جوابًا مِن مسؤول عزّاني. لم أسمع إلا تقاذف مسؤوليات كأن الذي حصل حادثًا عاديًّا. وحوش أنتم. نعم. وحوش. أعذروني. لقد سئمت أناسًا يدافعون عن زعيمهم مقابل أمّهات وآباء يبكون ولا جواب. سئمت كل إنسان يحاول أن يلبس زعيمه ثوب البراءة. سئمت أشخاصًا لم يتعلّموا شيئًا مِن كل ما يجري. كلّهم مدانون. الحاليون والسابقون. ولا عذر ولا عذر ولا عذر. حتى مَن عرف قبل دقيقة ولم يفتح فاه مسؤول، فكيف بالأحرى مَن عرف قبل أيام وأسابيع وأشهر وسنوات. أخشى اننا لم نعد بشر لأن البشر لا يمكن أن يتغافلوا لحظة عن هكذا أمر. اليوم كان ابن الخامس عشر من عمره. مِن حوالي أسبوع كانت الطفلة ألكسندرا. وغدا لا نعرف دور مَن.

ضعوا عيونكم بأهل هؤلاء وأهل كثيرين مِن المتضررين وأخبروني. لا، لا تراهنوا على مرور الوقت لكي تتنصّلوا وتتنصّلوا وتتنصّلوا. قبل أن أختم، أضع أمامكم هذه الآية: فَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟» فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ»(تكوين ٩:٤-١٠).