لفتت مصادر سياسيّة واسعة الاطلاع، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، قَبل طلب الرئيس السابق للحكومة ​سعد الحريري​ سحب اسمه من التداول كمرشّح لتكليفه ب​رئاسة الحكومة​، كان ميّالًا لترشيحه ولا يزال، على قاعدة تشكيل حكومة تتضمّن أسماء اختصاصيّين، وتكون أقرب إلى الحكومة الحياديّة لا تمثيل للأحزاب فيها، تُحاكي الحراك ومطالبه، كما تستطيع أن تخاطِب ​المجتمع الدولي​ ومطالبه بالإصلاحات المطلوبة والتغيير بهدف إنقاذ البلاد من أزماتها".

وأوضحت أنّ "المباحثات تدور حول ضرورة أن تكون الحكومة ملزمة ببرنامج عمل للاستفادة من الاهتمام الدولي لدعم ​لبنان​، وألّا يبقى محصورًا بالمساعدات الإنسانيّة، إنّما يدفع باتجاه وقف الانهيار المالي والاقتصادي وتلتزم الحكومة ببرنامج إصلاحي كامل". وأشارت إلى أنّ "رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، رغم عزوف الحريري، لا يزال مصرًّا عليه، ولا يزال يعدّه المرشّح الأكثر ضرورة لأنّ وجوده عامل استقرار للبلاد، كما أنّ للحريري علاقات دوليّة يمكن توظيفها لإنقاذ لبنان"، مبيّنةً أنّ "​حزب الله​" لا يعارض هذا التوجّه بتاتًا".

وذكرت المصادر أنّ "الحريري أبلغ رؤساء الحكومات السابقين خلال اجتماعهم أمس عزوفه الكامل عن قبول ترؤس الحكومة المقبلة"، مركّزةً على أنّ "المجتمعين اتّفقوا على متابعة البحث في موضوع الحكومة، مشيرين إلى أنّ الأمر لا يرتبط بالأسماء بقدر ما يرتبط بالنهج الواجب اتباعه في المرحلة المقبلة، خصوصًا في ظلّ الأوضاع الماليّة والاقتصاديّة وتداعيات انفجار ​مرفأ بيروت​، وهو ما من شأنه أن يشكِّل تحدّيًا حقيقيًّا لا يمكن معالجته بذات النهج القائم للسلطة الحاكمة". كما كشفت المصادر أنّ "لا تسمية لرئيس مكلف من قِبل الحريري وحلفائه قبل منتصف ليل الأحد أو صباح الإثنين".